للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

[فوائد لغوية]

١ - الأميال والميول

شاع على ألسنة أقلام الصحافيين في هذه الأيام جمع الميل (المفتوح الأول) على ميول وهذا خطاء. لأن الميول والأميال جمع الميل المكسور الأول. وأما الميل بالفتح فلم ترد مجموعة إلا على أميال. والحال أن معنى الواحد غير معنى الأخر. فليحفظ.

٢ - هذا الشيء يخالف ذاك على خط مستقيم

ومما أولع به كتابنا قولهم: هذا الشيء يخالف ذلك (على خط مستقيم). وهذا الاصطلاح الأخير اصطلاح سقيم مسلوخ سلخاً من لغات الفرنجة لا يعرفه العربي الصميم فإن هذا يقول بهذا المعنى: هذا الشيء يخالف ذك مخالفة بينة، أو يخالف ذاك مخالفة أي مخالفة، أو يخالف ذاك كل المخالفة، أو مخالفة لا تنكر، أو بينة لكل ذي عينين، أو نحو هذه مما هو أشهر من قفا نبك.

٣ - جمع كيف على كيوف

وقال بعضهم: إن الله مقدس عن الأشكال و (الكيوف). وتكسير الكيف هذا التكسير من أقبح ما ورد. والفصحاء. لا ينطقون به ولا يعن لهم وإن أرادوا التعبير عن مثل هذا الفكر يقولون: إن الله مقدس عن الشكل (والأحسن الصورة) والكيف. وإن شئت جاريت المولدين فقلت الكيفية وجمعتها على الكيفيات. أما الكيوف فثقيلة أثقل من أحد، وقبيحة أقبح من خنزير.

٤ - انطلت عليه الحيلة

انطلت عليه الحيلة بمعنى جازت عليه من العبارات التي أولع بها كتابنا العصريون. وقد نقلوها عن كتاب ألف ليلة وليلة وقد وردت فيه في عدة مواطن، منها قوله: لا ينطلي عليكم كلامه وما هذا إلا لص. وقوله: انطلت عليه الحيلة، (وفي نسخة انطلق وهو خطأ بين) وقوله: ولكن مرادي أن تخبرني بالصحيح لأن حيل الكذب غير نافعة ولا تنطلي في كل الأوقات. اهـ. على أن هذا الفعل وإن كان غير قديم الورود في كلام فصحائهم إلا أن له وجهاً مجازياً وذلك أنك إذا طليت شيئاً بسائل أو بمعدن مذاب توهم الناظر إليه أنه الأصل

أو الجوهر بعينه. ولهذا قد يعذر العصري من هذا الاستعمال.

<<  <  ج: ص:  >  >>