للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ثم ذهبا إلى بابل وكويرش وتلك الأرجاء ليشاهدا ما أبقى الدهر في هذه الديار من بقايا الأقدمين. ثم سافرا إلى وطنهما بعد أسبوعين على طريق البحر.

٢٢ - البرد (وهو الحلوب أو الحالوب عند العراقيين)

في اليوم السابع من كانون الثاني سنة ٩١٤ الموافق لليوم العاشر من صفر سنة ١٣٣٢ كان عندي في محلي جناب الأب انستاس ماري الكرملي فوقع مع المطر برد صغار كالعدس ثم عقبه برد أكبر منه كالحمص تقريباً فذكرت له إني كنت في سنة ١٣٠٥ هجرية الموافقة لسنة ١٨٨٨ في ناحية المسيب قرب بغداد فنزل مطر غزير بريح شديدة ترفع في الهواء الأبواب المقلوعة الموضوعة على الجسر ثم تلقيها على بعد وعقب ذلك سقوط برد كبار للغاية منها بحجم الليمون ومنها أكبر منه وأصغر منه فاستغرب الأمر فذكرت له بعد ذلك إني لما عدت إلى بغداد في ذلك التاريخ من السنة بنحو عشرة أيام وقع في بغداد مثل ذلك البرد عينه فكسر اغلب الألواح المخرمة التي اعتاد أهالي بغداد أن يزينوا بها الاطناف ويسمونها (بيجة) (من اللغة الفارسية والسبب إن اغلب أسماء أدوات وأعمال البنائين والنجارين مأخوذة عن الإيرانيين مما لم تزل آثاره إلى اليوم) وقتل عدداً لا يحصى من الطيور البرية التي تقف عادة على قباب الجوامع وذكرت له أيضاً أن في ذلك الهواء غرق عدد غير قليل من السفن الحاملة للزوار في بحيرة النجف وقدروا وقتئذ الغرقى بنحو ألفين

إلى ثلاثة آلاف نفس حتى أخذ الأعراب هناك إخراج الجثث بالآلة التي يستخرجون بها السمك ويسمونها (قالة) ولكن يا للأسف ليس رحمة بهم أو لمواراتهم ودفع التعفن لدفع الأمراض بل لسلب ما يكون في جيوبهم من المال وإعادتهم إلى الماء وحيث أن هذا الأمر مما يجب ذكره تخليداً للتاريخ حررت هذه الأسطر لطبعها في مجلة لغة العرب راجياً ممن لديه تاريخ الواقعة باليوم أن يعلن الأمر حفظاً وخدمة للتاريخ الذي هو من أهم الأمور.

عبد اللطيف ثنيان

٢٣ - لجنة تحديد الحجر الصحي

كنا قد نقلنا قدوم رجال هذه اللجنة اعتماداً على إحدى الجرائد المحلية ثم تحققنا أسماءهم بأنفسنا فإذا هم: ١ - الدكتور (جناب شهاب الدين بك) المفتش العام في اللجنة الصحية المذكورة وهو عثماني؛ ٢ - الدكتور (والتر) طبيب سفارة روسية في الأستانة وهو روسي؛ ٣ - الدكتور كليمو طبيب سفارة انكلترة في فروق. وهو إنكليزي، ٤ - الدكتور (شمبرغ)

<<  <  ج: ص:  >  >>