للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

ويخطر ببالي إني سمعت أن لبني تغلب بقية في بلاد عمان. ولكن لا يسعني تعيين ذلك أما إن الدواسر هم من بني تغلب فأكثرهم يقولون به بل وإلى الآن نخوتهم في الحرب حينما يتداعون: (يا أولاد وائل) - وعرب الجزيرة تشهد لهم بالأصالة التي يدعون بها.

وينقسم الدواسر في عهدنا هذا قسمين: حضر وبدو. وذلك بالنسبة إلى بلادهم فالحضر هم سكان الوادي ولما حوله من قرى ومدن تجاوره أو تبعد عنه. - والبدو هم سكان بيوت الشعر ولهم سابلة (أي أناس يترددون إلى المدن ليمتاروا لهم وينزلون حيثما يرتادون الكلا لكنهم لا يبعدون عن أراضيهم وديارهم بعداً شاسعاً.

وهم كلهم كثيرو العدد والعُدد، شديدو البأس وهم أشجع قوم يقطن تلك الديار ويجودون بأنفسهم لأدنى أمر صغير أو كبير - وهم أعزاء لقاح لم يدينوا لحاكم أبداً ديناً صادقاً وإنما كان خضوعهم للحكام بمنزلة خضوع أناس لا يخرجون عليهم ولا يقاومونه أو يعتدون عليهم. وإذا انصفوا أعطوهم مالهم عليهم من الواجبات كالزكاة وما أشبهها.

ومن جملة ما يحكى عن شجاعتهم إن واحداً منهم صادف رجلاً من أعراب العجمان فعدا أحدهما على الآخر فلما أخذا الواحد بالآخر وتناول كل منهما خنجره ليضرب صاحبه قال

العجمي للدوسري: (هدني وأهداك) (أي اتركني وأتركك) فقال الدوسري: (لا بل قدني وأقدك وكن أمنا ما جابتنا) أي: لا بل قدني (أي أضربني وشقني بخنجرك) وأضربك بخنجري ولنمت في سبيلنا كان (وكن) أمهاتنا لم تلدننا (ما جابتنا) ثم ضرب أحدهما الآخر فخرا صريعين مضرجين بدمائهما وهي من رواياتهم المشهورة بينهم بل أشهر من قفا نبك عندنا.

٦ - قبائل الدواسر المنسوبة إلى التغالبة

من الدواسر (آل زائد) وهم ينقسمون إلى ثلاث قبائل وهي: البدارين وأولاد

<<  <  ج: ص:  >  >>