للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

(رحنا أمس إلى بيت فلان، فلما دخلنا السلاملك صعدنا فوق، وكانت باية من بايات النردبان منهدمة. وبما أن النردبان كان قرانلق عثرت رجلي. نه ايسه، صعدنا فدخلنا الاودة، وقعدنا بصورة قارمة قاريشق، وكان الضياء سونك، فحصل عندي صنقنتي. . . الخ)

فهمست في إذن أحد الجالسين قائلاً: ما ضر الرجل لو تكلم التركية أو تكلم العربية الدارجة البغدادية وهو من أهلها من هذه الألفاظ التركية؟ - وهذا من اعظم ما قضى على اللغة العربية بالمسخ حتى كادت تخرج به عن وضعها الأصلي. ولو أردت أن استقصي البحث هنا لأتيت بما يبكي الناطقين بالضاد على ما منيت به هذه اللغة التعسة الحظ في بغداد.) اهـ.

ومما يسوءني ذكره أن بعض هذه الألفاظ قد تسربت إلى بعض الجرائد والمجلات العراقية فأضرت بسمعتها. وعسى أرباب جرائدنا المحلية لا يستاءون من وصفى للغتنا العامية هذه، ولا من انتقادي إياها كما أرجوهم أن لا يسيئوا بي الظن لأني تجرأت على ذكر بعض أمور طفيفة ربما لا تصادف قبولا واستحسانا لديهم. فأوكد لحضراتهم أني قد كتبت ما كتبت مندفعاً بعامل الغيرة على الوطن والمحبة الخالصة لذويه النجباء لا غير ويا ليتهم يقومون بمؤازرتي في هذا الأمر الخطير الشان وينزهون منها جرائدهم الغر، معوضين عنها بما هو عربي النصاب فصيح اللهجة والبيان. وهذا القدر كاف في هذا المقام والسلام.

رزوق عيسى

<<  <  ج: ص:  >  >>