للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

في سنة ١٣٠٥

هجرية ١٨٨٨م حدثت ريح أغرقت عدداً وافراً من الناس في بحيرة النجف وقد ذكرتم في صفحة ٣١٧ أن بحيرة النجف جفت في سنة ١٣٠٥

فأيهما الصحيح نرجوكم تمحيص ذلك خدمة للتاريخ

يحيى

(لغة العرب) الصحيح ما ذهب إليه حضرة الفاضل عبد اللطيف أفندي ثنيان.

[فوائد لغوية]

١ - (عجن) الموصلية و (كنه) و (هم) البغداديتان بمعنى

(أيضاً)

كثيراً ما يستعمل المواصلة لفظة عجن (وزان سبب بمعنى (أيضاً) المنصوبة على المفعولية المطلقة) وعندي أن الأولى تصحيف الثانية بإبدال حرفين وهما: الهمزة بالعين والضاد بالجيم وقد ورد في العربية ألفاظ كثيرة فيها أبدا الآن أو ثلاثة من ذلك: رغنك ولغنك في لعلك، والخدب والكذب، والسلطان والشلشان، والغطرب والعظرب، وهناك غيرها. وأما إبدال الهمزة بالعين فهي لغة معروفة عندهم يسمونها العنعنة وإبدال الضاد جيما لغة أخرى عندهم ومنها قولهم: وجح الطريق ووضح. واوضفه واوجفه، أي حمله على إسراع في المشي، وهضم عليهم وهجهم، وامرأة رضراضة ورجراجة، أي كثيرة اللحم وعليه قالوا: في (أيضا) (عجن) حاذفين منها الياء للتخفيف ولهذا تسمع سكان الموصل يقولون عجن جاء مع غيرهم أي جاء أيضاً مع غيرهم إلى غير هذا.

وأما أهل بغداد فيقولون في مثل هذا المعنى (كنه) بكاف فارسية مثلثة في الأول (وزان سبب وهي تركية المبنى والمعنى لكن الأتراك خففوا كافها فجعلوها ياء فيقولون ينه بخلاف البغاددة فأنهم ابقوا اللفظة على اصلها ولفظها. ولعل الحق أن يقال أن كنه تصحيف ينه والأصل تركي.

حنا ميخا الرسام

(لغة العرب) ويقول البغداديون أيضاً في معناها (هم) بفتح الهاء وسكون الميم. وقد استعملها قدماء العرب وربما قالوا أيضا: (همي) بفتح الهاء وكسر الميم المشددة وسكون الياء الخفيفة، أو (همين) بلفظ مثنى الهم المنصوبة. وهي فارسية الأصل من (هم) المذكورة في أول هذه اللغات. قال الأخفش لتلامذته: (جنبوني أن تقولوا (بس) وأن تقولوا (هم) وان تقولوا ليس لفلان (بخت) وقال الموفق البغدادي: قول العامة (هم) فعلت مكان: (أيضا) و (بس): مكان (حسب) وكذا (بخت) مكان (حظ)، كله مولد ليس من كلام العرب. (راجع شرح الطرة عن الغرة والمزهر ١٤٨: ١) قلت: وكل هذه الألفاظ إلى الآن معروفة

بهذا المعنى إلى يومنا في ديار العراق فلتدون.

<<  <  ج: ص:  >  >>