للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

الفانوس لفظة يونانية الأصل من أو والبعض يقول فانوص بالصاد وتجمع على فوإنيس. وقد وردت هذه اللفظة في تاريخ كتاب السلاطين المماليك. وكان يراد به في الأصل كما كان يريد به العراقيون قبل عشرين سنة أي مصباح يتخذ من نسيج مشنع مستدير الشكل على هيئة اسطوانةٍ قصيرة وهو متجعد تجعيدا من شأنه أن ينطوي على نفسه فيحتوي تحويا وفي قعره ورأسه قطعة من الصفيح ويركز في أسفله شمعة. ثم لما تحسن أمر الاستصباح نقل إلى صورة المصباح الذي تتخذ جوانبه من الزجاج وقد نزل هذا الزجاج في زوايا من الصفيح (التنك) لتمسكه من السقوط. ثم نقل معناه إلى هذه المصابيح التي توضع في الطريق ليستضيء بها الساري وهي المعروفة عند الإفرنج باسم

ويقابلها بالعربية (المناوير مفردها المنوار). قال في ذيل الفصيح: (العوام يسمون ما يستصبح به على أبواب الملوك (المنيار) والقياس (منوار) لأنه من النور أو النار) اهـ.

قلنا: يؤخذ من هذا أن الملوك في سابق الزمن كانوا يجعلون على أبواب دورهم مصابيح لتميز من سائر الدور. أما اليوم وقد شاع الاستصباح في كل البلاد لرخص مواده فالمناوير تعلق في جميع الطرق والشوارع إراحة للناس بدون تفريق بين التابع والمتبوع.

[باب المشارفة]

(البيان السنوي للكلية العثمانية الإسلامية في بيروت عن سنة ١٣٢٩)

<<  <  ج: ص:  >  >>