للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فيقولون في كرم: كرما (والكاف في كليهما فارسية) وفي سرد: سردا - وتلك الكلمة

المقابلة ابريك هي ايراك ومعناها البلاد السفلى؛ وهي تعني (الجنوب) في النص الذي وجد.

والآن بقيت مسألة وهي: ما هي البلاد التي أطلق عليها اسم (الجنوب) وهي تسمى على مألوف مصطلحهم بكلمة (نيمروز) في الدولة الساسانية؟

الظاهر إن خوزستان وميشان كانتا دائما من طائفة البلاد المعروفة (بالجنوب) إحدى الفاذوسفانات أو السبهفتات الراجعة إلى الدولة. والفاذوسفان نقل إلى العربية بصورة اسبهبذ أو كما قال صاحب القاموس والعباب وتبعهما صاحب التاج اصبهبذ بالصاد وصرحوا جميعا مع الأزهري أن أصل الصاد سين في الفارسية.

وعليه فإذا كان لفظ (ايراك) عنى الجنوب أو البلاد السفلى وكانت أنحاء واسط إلى خليج فارس عائدة إلى هذه الطائفة من ديار الدولة الساسانية، لم يبق شك في أن (العراق) هو معرب (ايراك) وفي مفاتيح العلوم وتاريخ حمزة الاصبهاني؛ إيران؛ العراق ولا جرم أنها غلط والصواب ايراك (بالكاف الفارسية) لكنهم لم يعرفوا معنى ايراك وألفوا لفظة (إيران) انسوا إلى ما ألفوه فصحفوا ايراك بإيران ومثل هذا التصحيف أو هذا الإبدال ما لا يعد ولا يحد، كما أن إبدال الهمزة من العين أمر شائع لا يجهله أحد. وأظن أن ليس في هذا التأويل أدنى تكلف أو تعسف. وليس بيدي الآن الكتب اللازمة لأبسط لك هذه الحقيقة بسطا شافيا بجميع التفاصيل والشواهد.

وجدت (ايراكستان) بمعنى (العراق) في (الويدانداد) البهلوي في أخبار جمشيد وهي أخبار تذكرنا بأخبار نوح ودونك معناها:

(اخبر جمشيد أن الطوفان وشيك الوقوع، فأحتاط لحفظ جميع الحيوانات ما عدا تلك التي تلجأ إلى أعالي الجبال في ديار. . . التي لا طمغ في ظهورها. . . وفي السهول الواسعة الأكناف.)

هذا هو على وجه التقريب نص (الابستا) والشرح البهلوي المعلق على السفر المذكور يؤول (أعالي الجبال) بجبال هندوكوش ويؤول (ديار. . .) بأصفهان (ولعل ذلك لأن اصفهان عبارة عن واد تحيط به الجبال) ومما يفيد القارئ تأويل السهول الواسعة الاكناف بكلمة. . . . (هنا كلمة كتبها الأستاذ باللغة

<<  <  ج: ص:  >  >>