للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

النوى) وقد اختلفت الألفاظ المشتقة منها بالقلب والإبدال إذ منها الجو والجمو والجعوة والجيئة والجوة والقواية والقاع، كما منها جع الرجل: إذا أكل الطين.

٤ - إن في (قي) حرفين الأول منهما كثير التقلب ينقل بسهولة إلى حروف شتى فيقلب

همزة عند كثيرين من المحدثين المعاصرين كأهل حلب وبعض سكان بيروت ومصر. فيقولون: آل وآم وأريب، وهم يريدون: قال وقام وقريب. وقال الأقدمون: الافز ومخرنبئ وزهاء مائة، وهم يريدون: القفز ومخرنبق وزهاق مائة.

وقد تقلب تلك القاف جيما مثل سجعت الحمامة وسقعت؛ الجلاط والقلاط؛ جذف وقذف، جد وقد، رتج ورتق، إلى غيرها وهي مئات.

ولهذا نرى العجعجة في قضاعة فإنهم يجعلون الياء المشدودة جيما، فيقولون تميمج في تميمي. وربما حولوا الياء جيما إذا جاورتها عين فيقولون هذا راعج خرج معج وهم يريدون: هذا راعي (بياء مشددة مفتوحة) خرج معي (راجع في هذا الباب المزهر ١٠٩: ١ من طبعة بولاق الأولى. وتاج العروس في مادة عجعج) وقال في المزهر (١١٠: ١): (ومن اللغات المذمومة إبدال الياء جيما في الإضافة، نحو غلامج (أي غلامي) وفي النسب نحو بصرج وكوفج (أي بصري وكوفي) أهـ. فالظاهر إن هذه اللغة أما من باب قلب ياء (قي) الأصلية جيما أو من باب قلب القاف جيما، محافظة على اصلها.

وقد تقلب القاف هاء وغينا وصادا وعينا وتاء وطاء وفاء ودالا وحاء وخاء وشينا وسينا وراء وزايا وواوا. ولنا على ذلك شواهد من كتب اللغة وقد اجتزأنا بما ذكرنا لكي لا نطيل الكلام في غير مقامه.

هذا رأينا في أصل ياء النسبة وإن كان لغيرنا رأي يخالفه ويثبته بأدلة من أقوال العلماء وآراء اللغويين فليأتنا به ونحن له من الشاكرين سلفا.

[أنوفلس لا أبوفلس]

انوفلس بعوضة تنقل البرداء. والكلمة يونانية معناها (المؤذية) وهي كذلك حقيقة. إلاَّ أني سمعت أحد الأدباء يقول: هي ابوفلس لا انوفلس،

<<  <  ج: ص:  >  >>