للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فصل إذا صدحت بلابل روضه ... غمز الحمام بلحظه وعيونه

وإذا به القمري صاح مغردا ... فضح اليراع بصوته ورنينه

وإذا تمايلت الغصون بدلها ... مال الكئيب بحزنه وشجونه

نشرت نوافجه وفاح عبيره ... وشجا القلوب بطيره وحنينه

وتكللت أوراده وتضلعت ... وراده من مائه وعيونه

وترنحت قضبانه وتلفتت ... غزلانه في غثه وسمينه

جاء الربيع وجاءنا في فصله ... عيد رأينا السعد في مضمونه

جاء (لأسعد) بالهنا وكلاهما ... لم يأتيا إلاَّ للشم يمينه

وقال في سليمان بك الشاوي وأخيه سلطان بك وقد خرجا يصطادان:

هي ظبية في صورة الإنسان ... فاسأل يجبك الجيد والعينان

نزلت على سقط العذيب فراعها ... صوت اليراع ونغمة العيدان

واستنشقت ريح البشام وشاقها ... شيح الربا ونوافج الكثبان

فتلفتت كالظبي فارق ألفه ... ورنت كما هي عادة الغزلان

وتذكرت عيشا لها في جيرة ... ضربت قبابهم بذات ألبان

شوس إذا اشتد اللقاء فضياغم ... يجرون جري السيل في الميدان

نزلوا بقارعة الطريق وشيدوا ... تلك الجفان الغر للضيفان

قوم يمانيون إلاَّ انهم ... قد صاهروا الأشراف من عدنان

من فتية شكت رؤوس رماحهم ... تيجان كسرى صاحب الإيوان

وبمهجتي أخوين من ساداتهم ... عزما على البيداء يصطحبان

أسدان قد ولعا بصيد فريسة ... وتعودا لتطاعن الفرسان

في مهمه حسد السماء محله ... إذ في ذراه اشرق القمران

والبر يضحك إذ جرى في عرضه ... بحران بالياقوت والمرجان

بحر سليمان الإمام محله ... وقرينه السلطان بحر ثان

غصنان قد سقيا بماء واحد ... فتشابها وتشاكل الغصنان

من دوحة عربية يمنية ... والفرع منها باسق الأغصان

كل إذا أبصرته شبهته ... بأخيه والشيئان يشتبهان

<<  <  ج: ص:  >  >>