للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[الطربال ومعانيه وأصله]

من الألفاظ التي يلتذ الباحث بالوقوف على أسرارها؛ الطربال. أما وجه اهتدائي إلى معناها فقد كان على الصورة الآتية:

كنت ابحث عن النصوص الفارسية والعربية التي تتكلم عن (جورارد شيرخرة) التي تعرف اليوم بفيروزاباد. وهذه النصوص تذكر الطربال فقد قال الطبري والاصطخري ومن نقل عنهما أن في وسط اردشيرخرة بناء مثل الدكة تسميه العرب (الطربال) وتسميه الفرس بإيوان وكياخرة وهو من بناء اردشير وكان عاليا جدا بحيث يشرف الإنسان منه على المدينة جميعها ورساتيقها وبني في أعلاه بيت نار، واستنبط بحذائه في جبل، ماء حتى اصعد به إلى رأس الطربال وأما الآن فقد خرب واستعمل الناس أكثره. . . أهـ المقصود من إيراده. فمن أين هذه اللفظة وما معناها؟

وأول كل شيء حققت أن اغلب شروح لغويي العرب ترجع إلى مصدرين وقد ذكرها ياقوت نقلا عن ابن دريد وابن شميل، وقد ذكر ابن الأثير حديثا يعود معظم معناه إلى أنه الحد الذي ينتهي فيه الميدان. ودونك هذا الحديث: (إذا مر أحدكم بطربال مائل فليسرع المشي) نعم إن ابن الأثير قال: هو البناء المرتفع كالصومعة، والمنظرة من مناظر العجم. وقيل هو علم يبنى فوق الجبل أو قطعة من جبل، لكن ابن المكرم قال في لسانه نقلا عن ابن شميل: هو بناء يبنى علما للخيل يستبق إليه، ومنه ما هو مثل المنارة. وبالمنجشانية واحد منها بموضع قريب من البصرة. قال دكين:

حتى إذا كن دوين الطربال ... رجعن منه بصهيل صلصال

مطهر الصورة مثل التمثال أهـ

فواضح هنا إن الطربال هو العلم الذي يبني حدا في الميدان. وهو بهذا المعنى معرب في صيغته المجموعة أي طرابيل. وهو من اللاتينية قلبت فيه الميم باء والنون لاما كما يقع لهم كثيرا فقالوا الطرابيل وتوهموا له مفردا

<<  <  ج: ص:  >  >>