للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ولأن لكل مقال مقاما ولكل دولة وعصر رجالا وأبطالا.

٢ - ذكر المؤلف في ص٧ إن علماء الغرب وسياحهم صنفوا بين سنتي ١٨٠٥ - ١٩٠٣ خمسة وتسعين كتابا فقط في آثار البتراء (وادي موسى). . . وقد كرر مثل هذا القول (أي البتراء) أنها هي المعروفة بوادي موسى مرارا عديدة وهو رأي صاحب المقتطف وكثيرين غيره.

ونحن نخالفهم كل المخالفة لأن البتراء ليست بوادي موسى اليوم التي كانت معروفة في سابق العهد باسم سلع (بفتح فسكون) فهذه المدينة هي التي تسمى بالإفرنجية وهذه ليست بالبتراء العربية كما يتضح ذلك من مراجعة ياقوت في معجمه فقد قال: (البتراء كأنه تأنيث الابتر؛ موضع ذكره في غزوة النبي - صلى الله عليه وسلم - لبني الحيان. قال ابن هشام: سلك النبي - صلى الله عليه وسلم - على غراب ثم على مخيض، ثم على البتراء، وذكر ابن اسحق في مساجد النبي (ص) في طريقه إلى تبوك فقال: ومسجد بطرف البتراء من ذنب الكواكب. أهـ فهذا نص واضح على أن البتراء هي دون تبوك الواقعة في شماليها. وأما سلع فهي ليست من بلاد ذبيان من ديار قضاعة. بل في شمال غربي معان أو في جنوبي الشراة فأين هذه من تلك؟ إلاَّ أن الذي خدع كتبة العصر في هذا الصدد هو مشابهة الأسمين؛ وكم من ظواهر عرضت بمعارض الجواهر!

وهناك سلع أخرى غير سلع الأنباط هي سلع أرض يثرب. قال الهمداني في كتابة صفة جزيرة العرب ١٢٤: أرض يثرب المدينة وقبا والفضاء وأحد والعقيق وبطحان وسلع والحرة. . . إلى آخر ما ذكر - نعم إن بعضهم ذكروا سلع بالاسم الغربي، لكنه لم يسموه بالبتراء لكي لا يختلط بالبتراء العربية بل قالوا: بطرا بدون أداة التعريف وبطاء بعد الباء. قال ابن البيطار في مادة علك (ديسقوريلس في ١ وصمغ شجرة الحبة الخضراء يؤتى به من بلاد الغرب ومن البلاد التي يقال لها بطرا وقد يكون بفلسطين وسورية). . . إلى آخر ما ذكر ولا نريد أن نطيل الكلام في مسألة هي اظهر من الشمس في رائعة النهار.

٣ - وفي تلك الصفحة ٧ قال علامتنا (لأن كل أمة أعرف على الغالب بحالتها) ونظن أن المرتب نسي الكلمات التي بعدها وهي: (أعرف على الغالب

<<  <  ج: ص:  >  >>