للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أي القائد بومبيوس وأحسن منها بونبيوس، لنراعي من الجهة الواحدة حقوق الأعلام وأن يتلفظ على ما يتلفظ بها أصحابها ويتسموا بها ومن الجهة الأخرى لنحافظ على أصول لغتنا المبينة، لأنها لا ترضى بأن يسبق الباء ميم بل نون كما هو مقرر في كتبنا النحوية واللغوية. وقال في تلك الصفحة (قال دوسو لم تكن هجرة العرب إلى سورية مما ينسب لإدارة الرومان كما يظن بعضهم. بل أن الأحوال قد سهلت طرقها في ذلك العصر وضمنت لهم رسوخ قدمها في ظل السلام. فقد كانت مدينة حمص في يد حكومة عربية قبل وصول القائد بومبي إلى

سورية وأن الاقيال الذين تولوا أمر تلك البلاد لتطلق عليهم ألقاب عربية صرفة كما يفهم من آثار الصفا. ولما جاء الاسكندر إلى الشام كان العرب يحتلون لبنان. أهـ

لما وقفنا على هذا النص. ارتبنا في صحة نقله على ما هو، وقلنا إن هناك حذف كلمتين أو ثلاث، زعزعت المعنى من أركانه. فأخذنا نبحث عن النص الأصلي الإفرنجي ولم نظفر به إلاَّ بعد لأي. وهذا تعريبه بحرفه على ما انجلى لنا: (لا تنسب مهاجرة العرب إلى سورية إلى التنظيم الروماني (وحده) كما قد (يمكن) أن يظن؛ إنما الأحوال وافقتها في ذيالك الحين. واثبت لها قدم سلم. فإن مدينة حمص كانت بيد أسرة مالكة عربية قبل مجيء بنبيوس إليها؛ ولهؤلاء الشيوخ (أو الاقيال) (أسماء) عربية محضة كشمس جرم (أي الشمس الحارة) ويملك، وعزيز، وسهيم (بالتصغير) نراها في النصوص الصفوية. وفي الرها شيوخ (أو اقيال) آخرون وأسماؤهم أسماء عربية كأسماء الأولين نفسها. وهذا ما يؤول دخول عبادة العزى الزهرة (وفي الأصل الإفرنجي العزيز فصفورس وهذه كلمة يونانية معناها زاهر أي نير أو منير) وبعد نحو ثلاث صفحات قال دوسو: وحين هبط الاسكندر سورية يذكر أن العرب (محتلون) لبنان.

وفي إيراد هذا النص فرق عما قاله الصديق العلامة الذي ينفي بتاتا أية صلة بين هجرة العرب إلى سورية وبين إدارة الرومان لها. والحال أن دوسو لا ينكرها إلاَّ أنه لا ينسب (جميع) أسباب تلك الهجرة إليها. بل بعضها إذ يقول (وحدها)؛ ثم إن المؤلف لم يقل (كما يظن بعضهم) بل يقول: كما (قد يمكن) أن يظن

<<  <  ج: ص:  >  >>