للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وعلم الاجتماع إلى غيرهما. وفي أوائل شهر كانون الثاني من هذه السنة ابطل تدريس هذين العلمين الجليلين مع تسعة علوم أخرى فيكون المبطل منها أحد عشر علما مع حجب نشر المجلة الخاصة بها المعروفة ب (الجامعة) فنحن نأسف على هذا التأخر من جهة ومن الجهة الأخرى نصوب التوفير. وإن كنا نود أن لا يكون موجها إلى قص جناح طائر العلوم والفنون.

وقد رجعت أخيرا عن هذا التعديل فأعادت تدريس علمي النفس والاجتماع ودعت الطلاب الذين تركوا الجامعة إلى الرجوع إليها.

١٠ - مظاهرة طلبة دار المعلمين والثانوية

ذكرنا إن الأستاذ أنيس زكريا النصولي ألف كتابا في بني أمية (٤٩١: ٤) فهاجت بسببه بعض الأفكار حتى كره مؤلفه على أن يستعفي من التدريس فاستعفى فأقام صباح الأحد ٣٠ ك٢ طلبة دار المعلمين والمدرسة الثانوية مظاهرة احتجاجا على فصل الأستاذ عن وظيفته فساروا في الطرق والشوارع يغنون الأناشيد الوطنية حتى جاؤوا بين يدي بناء وزارة المعارف طالبين إبقاء معلمهم في وظيفته؛ ولما لم تثمر نصائح وزير المعارف ومديرها الثمرة المطلوبة جاء الاطفائيون بمضختهم لتشتيت شملهم؛ فحدثت ملاكمة بين الطلبة ورجال الشرطة ونزع بعضهم المرشة من يد صاحبها فجرح ثلاثة من التلاميذ وشرطيان ورئيس الإطفائية ثم تفرق المتظاهرون بعد ذلك.

وفي صباح ٧ ك٢ سافر الأستاذ النصولي ومعه المعلمون السوريون الثلاثة الذين كانوا قد احتجوا على فصل رفيقهم وأبوا أن ينفردوا دونه وهم: عبد الله مشنوق ودرويش المقدادي وجلال زريق وقد وجهوا رسالة وداع إلى أبناء الرافدين تتدفق أدبا وشكرا ورقة إحساس.

ولم تقف وزارة المعارف عند هذا بل عادت أخيرا فأنزلت وظيفة الأستاذ يوسف عز الدين الناصري مدير المدرسة الثانوية إلى درجة معلم في دار المعلمين وفصلت الأستاذ يوسف

زينل عن وظيفة التدريس في المدرسة الثانوية ويقال إن السبب في ذلك هو تقصير الأول في استدراك الحركة وقمعها والثاني في اهاجة التلاميذ على المظاهرة باسم الحرية الفكرية.

<<  <  ج: ص:  >  >>