للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

شرح لا اصطلاح. ويا ليت كان هذا الشرح صحيحا فقوله رسم أو وضع علامة على الكعاب، قد لا يوضع عليها، بل يفعل ذلك في ورق اللعب. ولو فرضنا إن هذه العلامات وضعت فإنها لا تفيد شيئا عند اجالة الكعبين بخلاف تعليم ورق اللعب فأن هذه الإشارات قد تفيد المقامر ليهتدي إلى الأوراق التي يريدها. أما الكعاب فيتخذ لها وسيلة أخرى وهي أن يحشى طرف منها رصاصا حتى تسقط عليه لثقله. هذا هو المشهور عند المقامرين أهل الغش والخداع.

وقال الأب المذكور: (على الكعاب) وليس الأمر كذلك بل يكون في الكعبين لأن اللاعبين لا يتخذون عدة كعاب لهذه الغاية بل كعبين لا غير كما هو مشهور. وقال أيضا (مخاتلة) وهذا تساهل منه ولو قال (ضغوا أو صغوا) أي بالضاد المعجمة أو بالصاد المهملة لأغناه هذا

التعبير عن قوله: في اللعب لأن الضغو لا يكون إلاَّ في اللعب. إذن لو تابعناه على اتخاذ عبارته لكان يحسن به أن يقول: (رسم أو وضع علامة على (الكعبين) (ضغوا). هذا إذا فرضنا إن وضع العلامة يفيد شيئا وقد بينا فساده.

وأما النجاري فقد قال في معجمه الفرنسي العربي لهذا المعنى: (ساوى الزهر، وضب الزهر) قلنا: أما قوله ساوى الزهر فهو على خلاف المطلوب. إنما يكون الصبن في تثقيل جانب من الكعب (الزهر) دون بقية الجوانب ليحمل إليه بقوة ثقله. وأما قوله (وضب الزهرة) فهي عامية مصرية بمعنى الأول أو بمعنى احكم وأتقن ورتب ونظم وكل هذا لا يوافق المطلوب.

وجاء في معجم الشيخ يوسف يعقوب حبيش (الفرائد الأدبية في اللغتين الفرنساوية والعربية) وهو أحسن المعاجم الفرنسية العربية عندنا ما هذا نصه: (رصرص أو زيبق الزهر أي انه وضع رصاصا أو زيبقا في زهر الطاولة في اللعب) فأنت ترى أن هذا وحده أصاب في شرحه للإفرنجية أما البقية وغير من ذكرناهم فقد اخطئوا جميعا. وكذا قل عن المعاجم الإنكليزية العربية.

إلاَّ أن مؤلفي تلك الأسفار لم يجدوا الكلمة (صبن) المقابلة للكلمة الغربية.

أما من أين جاءتنا (صبن) فالذي نراه أنها منحوتة من (صب صرفانا) أي افرغ في الكعب رصاصا ليثقل. حذفوا من الصرفان الصاد لوجودها في صب

<<  <  ج: ص:  >  >>