للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

آلة التعريف لكن الخلاف ليس خطأ بل هو من قبيل الضعيف من الرواية وبهذا القدر كفاية.

وفي حاشية تلك الصفحة: الحضر. . . بناها الساطرون بن اسطيرون الجرمقي) اه

وعبارة ياقوت في معجمه: ويقال إن الحضر بناها الساطرون بن اسطيرون الجرمقي. وبين الروايتين فرق. فإن ياقوت لا يجزم بصحة اسم الباني بل يضعف الرواية أو يجرحها بقوله (ويقال. . .) ولقد صدق، فإن الساطرون (وحقيقة اسمه سناطروق أو سنطروق) هو من ملوك الدولة الاشكانية أو الارشكية؛ وكان قد ملك بين سنة ٧٧ و٧٠ ق م. والحال إن الحضر كان موجودا قبله بعدة قرون حتى يقال إنه بني في عهد تكلت فلاسر في نحو منتصف المائة الثامنة قبل المسيح (راجع تاريخ سني الملك تكلت نينيب الثاني في ص٣٤

للأب شيل الدمنكي).

ومن ثم يجب على من يكتب في عهدنا هذا أن لا يعول على أقوال الأقدمين من السلف بل أن يعرضه على رأي أصحاب المكشوفات العصرية المستندة إلى حقائق لا تنكر ثم يتكلم وإلاَّ عدت بضاعته من سقط المتاع وأزجيت وخيروا عليها مصنفات الأقدمين أنفسهم.

أفلكون غلط حضرة لصديق في تحقيقه هذا لنقله كلام ياقوت نقلا ونقلا غير صادق ومن غير أن يدقق النظر فيه يعتبر علمه وسائر تحقيقاته بلا جدوى؟ كلا! فقد يغلط هو، واغلط أنا، ويغلط غيرنا؛ لكن هذا كله لا يجرح في ما تثبته وتحققه من المسائل الأخرى. وهكذا القول عن أصحاب المعاجم النصرانية الثلاثة فهم كلهم عالة على الاختري، فإذا كان هناك ملام فالملام على الواهم الأول لا على ناقل الوهم والناقل يعتبر المنقول عنه إماما في اللغة.

وتحقيق الشيخ غير واف بل غير كاف في ما ذكره عن بني الأصفر. فالرأي الذي أشار إليه، رأي قديم قد نخر نخر قوامه حتى أنه لا يمكنه الوقوف بل لا يرضى به أبناء مدارسنا في هذا العهد. فإذا كان لقول بعض الأقدمين شيء من الصحة فيجب أن يحرر بهذه الصورة: ضفو (لا الأصفر وقرئ منذ الأزمان

<<  <  ج: ص:  >  >>