للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

مواد سمك البطيحة متصلة إلى عسكر الخبيث بمقام هذين الرجلين بحيث ذكرنا واتصلت أيضاً مير الأعراب وما كانوا يأتون به من البادية فأتسع أهل عسكره إلى آخر الرواية وهي طويلة واجتزأنا بما ذكرنا للإشارة إلى وجود (بسمى) في ذلك العهد أي في سنة ٢٦٨هـ الموافقة ٨٨١ م.

٣ - تصحيفات هذه الكلمة

منيت هذه الكلمة بتصحيفات مختلفة، كأنه قدر لها أن تلوى حروفها مترقصة على الألسن، فلقد ذكرنا تصحيفاتها عند العوام بين بسماة، وبسمايا، ومسماة ومسمايا. وأما المؤرخون الأقدمون الذين تناقلوا الاسم فقد أوردوه بصورة غريبة، حتى أن الباحث ليتيه في تلك المجاهل.

وأول من ضل سواء سبيلها ياقوت، هذا العلامة الكبير. الواقف على مدن العراق أحسن وقوف، فضلاً عن لمعانه في تطلب الحقائق في مظانها والبحث عنها في معادنها، فأنه لم يذكر في معجمه الشهير كلمة عن (بسمى) مع أنه ذكر جارتها بانقيا. وما ذلك إلاَّ لأنه لم يهتد إلى قراءة الكلمة على وجهها الصحيح، فلقد ذكر في مادة بانقيا ما هذا بعضه: (أن خالد بن الوليد سار من الحيرة حتى نزل بصلوبا صاحب بانقيا وسميا على ألف درهم وزن ستة). . . ثم قال بعيد ذلك: (إنك آمن بأمان الله على حقن دمك في إعطاء الجزية عن نفسك وجيرتك وأهل قريتك بانقيا وسميا على ألف درهم جزية). . .

وقد ضبطت (سميا) كما تضبط (سمى) الماضي المضعف الميم الناقص الآخر في المثنى المذكر، كأنه توهم المؤلف أن خالداً اتفق وصلوبا على أن يسميا مبلغ الدراهم. وليس الأمر كذلك لأن تركيب العبارة لا يساعد على هذا، ولا جرم أن النساخ جاءوا فشوهوا العبارة تشويهاً جديداً بأن قالوا في العبارة الثانية

<<  <  ج: ص:  >  >>