للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فيها على الوجه القانوني جعلهم ذوي علاقة أكيدة في هذا اللواء مع خلو يدهم من الحكم وأن تدبيرهم لتدبير رشيد تركوا فيه جانباً الآمال في البرق الخلب وتمسكوا بالحقيقة على سبيل مالا يدرك كله لا يترك جله.

وليس هذا التطور خاصاً بآل سعدون وحدهم بل أن جميع المشايخ لكبار للعمائر المتمدرة

كالخزاعل وزبيد (بالتصغير) وكانوا ذوي بأس وصولة سجلها لهم التاريخ في صفحات عديدة لم يبقوا على ما كانوا عليه ولا سيما بعد تنظيمات مدحت باشا فقد ضئلت تلك المشايخ الكبار وضمرت ولقد فقدت الحكم في عشائرها وقعدت عنه شأن التمدر والحضارة. كما دالت الأيام على مشيخة (ابن قشعم) الملقب ب (شيخ العراقيين) الذي حطم الحدثان عزه البدوي الأثيل.

وفي هذا السبيل لنا مثال شبيه بذلك في الشمال هو أسرة بابان. حكام الأكراد ذوي الشأن العظيم، وقد ملأت وقائعهم قسماً مهماً من تاريخ العراق.

ويستنتج من ذلك كله أن لا مسوغ للقول أن مشيخة آل سعدون هوت وانحلت عراها بقبولهم بتفوضهم القانوني في الأرض لواء المنتفق وتصرفهم فيها على هذا الوجه.

هذا ما أرتئيه، ولكل رأيه والله أعلم.

بغداد في ٢٤ شباط ١٩٢٧

يعقوب نعوم سركيس

<<  <  ج: ص:  >  >>