للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وثيقة، فلماذا لا يكون عندنا ما يشبه نطقها، على حد ما يرى في سائر الديار من همجية وحضرية. إذن القول بوجود ما يحاكي أصوات الطبيعة في لساننا هو أمر قريب من العقل، بل القول بخلافه يكاد يكون محالا.

٢ - من مقابلة اللغات الأخوات

اللغة العربية سامية النجار، فهي أخت للعبرية والأرمية والصابئية وغيرها ولهذه الألسنة حركات مختلفة غير الحركات الثلاث فيظهر أنه من المعقول أن يكون مثل تلك الحركات في كلام بني يعرب، قحطانيين كانوا أو عدنانيين، جنوبيين أو شماليين، شرقيين أو غربيين، أقدمين أو محدثين.

٣ - من اللغات في الكلمة الواحدة

في لغتنا الضادية ألفاظ تكتب بصورتين أو أكثر. مما يدل على أن هناك ألفاظا كان ينطق بها بوجه وسط أو بوجهين وسطين أو مختلفين، فيجتمع في الحرف الواحد لغتان أو ثلاث، بل ربما أكثر، ولهذا حاول بعضهم تصويرها بهيئات مختلفة، وقد ورد هذا الأمر في النكرات كما في الإعلام. فقد قالوا مثلا: قار وقير، قرثاء وقريثاء، كاء وكيء، كائة وكيئة، ومثل هذه المفردات كثيرة في لغتنا.

أما في الإعلام فكقولهم: همانية وهيمنية (وهي من قرى بغداد في سابق العهد) وفارة (بتشديد الراء المفتوحة) وفيرة (بتشديد الراء المضمومة) وهم يريدون تصوير الكلمة الإسبانية أي حديد، وهو أسم رجل جد يوسف ابن محمد الأنصاري الأندلسي. وقال بعضهم: سلوقية وآخرون سليقية. إلى غيرها. وكل ذلك ناشئ من اختلاف التلفظ بالحركات، وهو كثير بكثرة الأعلام المبهمة الحركة، تلك الحركة التي هي بين بين، إن كانت قريبة إلى الفتح أو إلى الكسر أو إلى الضم.

٤ - من تلقي أصول التجويد

تتضح هذه الحركات من تلقي أصول التجويد عن معلم خبير بالقراءة، فإن أساتذة هذا الفن يجيدون التلفظ بأنواع تلك الحركات وبدقائقها. فينجلي لك الأمر كل الجلاء وللجال يذهب عنك الوهم الذي وقع لك أي أن الحركات ثلاث لا غير.

<<  <  ج: ص:  >  >>