للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وسنبقى على الاعتقاد بأن حضوضى هذه هي التي عناها العرب إلى أن يقوم من الأدلة والبراهين ما يثبت وجود غيرها والله اعلم.

حيفا (فلسطين): عبد الله مخلص

رأينا في حضوضى

كنا في سابق العهد درسنا هذه المسألة وعالجناها وبحثنا عن موادها فكانت النتيجة ما يأتي بعض تحقيقه.

قول الزمخشري: موضع وقيل جبل في البحر كلام جلي واضح لا يحتاج إلى شرح وتأويل.

وأما قول ياقوت: (جبل في الغرب كانت العرب في الجاهلية تنفي إليه خلعائها) ففيه بعض الأشكال، لكن إذا عرفت أن المراد بالغرب هنا الشام ولا سيما ما كان منها في الجنوب الغربي زال عنك كل أشكال. أما أن الغرب هو الشام فقد نص عليه في النهاية. قال في مادة غرب: لا يزال أهل الغرب ظاهرين على الحق. قيل: أراد بهم أهل الشام لأنهم غرب

الحجاز اهـ. قلنا: ليست الشام في غرب الحجاز بل في شمال غربيها لكنهم يتجوزون في مثل هذا التعبير ومثله كثير عندهم. ولعل الصواب لأن الشام في غرب مساكن العرب لا في غرب الحجاز وعلى كل حال: كان العرب يسمون الشام غرباً وأن اختلفت أسباب هذه التسمية

إذن معنى كلام ياقوت جبل في الغرب: جبل في الشام والشام تطلق عند العرب على سورية وفلسطين معاً، فتكون حضوضى في أرض الشام.

وقوله: كانت العرب تنفي إليه خلعاءها. فهذا يعني أنه غير بعيد عن بلادهم بل داخل في أرضهم، وكيف يجوز لهم أن ينفوا رجلاً إلى بلاد ليست في حكمهم؟

على أن الذي في معيار اللغة: تنفي إليه خلفائها (بالفاء) وهو خطأ ظاهر إذا لم يكن خلفاء في الجاهلية كما أننا لم نسمع بخليفة نفي إليه بعد الإسلام فالتصحيف ظاهر لا شبه فيه.

وأما قول ياقوت نقلاً عن الحازمي: حضوض بغير ألف جزيرة في البحر فليس فيه ما يضاد قولهم جبل في البحر، إذ ما من جزيرة في البحر إلا هي

<<  <  ج: ص:  >  >>