للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

اللغة اكثر من أن تحصى. ولنجتزئ بذكر واحد لا غير.

قال في لسان العرب في مادة لارن (ابن سيدة الهرنوي: نبت قال لا أعرف هذه الكلمة لم أرها في النبات وأنكرها جماعة من أهل اللغة. قال ولست ادري الهرنوي مقصور، أم الهرنوي على لفظ النسب) اهـ

فأنت ترى من هذا اعتراف ابن سيدة بجهلة لفظ هذا الحرف، وما ذلك إلا لإهمال تنقيط الياء فلو كانوا قد اعتادوا تنقيطها لعرفوا أنها بياء النسبة لكن أهملوا التنقيط في كلتا الحالتين فلم يهتدوا إلى سواء السبيل. وكم من الألفاظ التي تعود إلى هذا السبيل. وكم من الذين يخطئون في القراءة ويلحنون في الكلم لهذه العلة نفسها. لقد حان الوقت أن نتمسك بكل ما يأتينا من السلف حسنا وننبذ كل سيئ أتانا أو يأتينا منهم. - أن صاحب اللسان بعد أن وردة كلام ابن سيدة لم ينطق بنص يؤيد القص أو التشديد في الهرنوي، فانظر بعد هذا إلى قول من يدعى أننا في غنى عن تنقيط الياء اعتمادا على علم القارئ. فليفتنا هذا القائل عن هذه الياء منقوطة هي أم مهملة، وليذكر لنا شاهدا أو سببا لترجيح رأي على رأي.

أما نحن فأننا نرى رأي التاج أي أن الهرنري (المقصورة) كالهرنوة المختومة بالتاء. وكثيرا ما تتعاقب الألف والهاء في الآخر مثل العرضنة والعرضنى، الرخامي والرخامة، والرعامي والرعمة، القصيري والقصيرة. وهي في لساننا كثيرة. فإذا ثبت هذا وعلمنا أن الهرنوة لغة في القرنوة وهذا الإبدال كثير أيضاً في لغتنا عند سلفنا مثل وهف النصراني ووقف. الهرطمان والقرطمان، راس هنادل وقنادل. أنهار انهيار وانقار انقيارا. هرهر الرجل وقرقر. والشواهد كثيرة فنستنتج من هذا كله أن من قال الهرنوي بالياء المشدودة هو خطأ والصواب الهرنوي بالقصر لأنها لغة في الهرنوة وهي القرنوة. فأنظر بعد هذا إلى ما فعل إهمال تنقيط الياء أو تنقيطها.

١٢ - وجدنا في هذا السفر الجليل بعض تعابير لا تصلح لأن تكون في جانب تعابير الأغاني. تلك التعابير السلسة المتدفقة رطوبة وعذوبة، قال أحدهم في التصدير في ص٥١ (ووضعن الزيادات التي استحسنا وضعها عن إحدى

<<  <  ج: ص:  >  >>