للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

لم يؤلف سعد تأليفاً خاصاً لانصرافه إلى الأشغال السياسية وما تقتضيه من الكتابة والخطابة، وقد ذكر انه لخص في صبح شبابه كتاب (ابن مسكويه) وطبع منه أغلبه. ولكنه كتب مقالات كثيرة في جرائد (مصر) و (البرهان) و (المحروسة) وغيرها وكلها ترمي إلى التحرر والانعتاق من أغلال الأجنبي، جمع من خطبه كتب عديدة ولا يزال بعضها منثوراً في الصحف والمجلات.

وأول ما اعتراه في أواخر حياته كان بمصيفه في (مسجد وصيف) يوم الاثنين ال ١٥ من آب سنة ١٩٢٧ إذ أصابته (الحمرة) فارتفعت حرارة جسمه، فعاده الأطباء وأسعفوه ثم قرروا نقله إلى القاهرة فرجع إليها على الباخرة النيلية (محاسن) واطمأن في داره. وظهر التحسن في صحته، ولكنه أصبح يوم الاثنين تعباً وعادت حرارته إلى فارتفعت وفي صبح الثلاثاء تهامس أطباؤه بأن حياته في خطر، وشعر هو بدنو أجله، وكان آخر ما قاله لزوجته النبيلة (إني انتهيت). وظل طول ذلك اليوم محتبس اللسان حتى فاضت روحه الساعة العاشرة مساء (الثلاثاء ٢٣ آب ١٩٢٧) فأصدر مجلس الوزراء المصري بلاغاً

رسمياً بالفاجعة، كما نشرت إدارة الأمن العام نظام تشييع الجنازة وقد شيع جثمانه إلى مرقده الأخير بموكب فخم لم يشهد المصريون تشييعاً مثله لعظيم من عظمائهم في القرن الأخير، وطفحت الصحف المصرية، وكذلك الصحف العربية والإفرنجية، بالبحث عنه ووصف عظم الرز فيه واتشحت بالحداد عليه ثلاثة أيام وبكته الأقلام ورثاه الشعراء.

وقرر مجلس الوزراء تخليداً لهذا الرجل العامل:

١ - أن يقام تمثال في القاهرة وآخر في الإسكندرية ينصبان في أهم الميادين العامة في المدينتين.

٢ - أن تشتري الحكومة بيته المسمى بيت الأمة وتضمه إلى الأملاك العمومية المخصصة بالمنافع العامة، على أن يبقى حق السكنى فيه لحرم الفقيد مدى الحياة.

٣ - أن ينشأ في مستشفى أو ملجأ في القاهرة يطلق عليه اسم (سعد زغلول).

<<  <  ج: ص:  >  >>