للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

في غالب الأحيان لميلهم إلى عيشة البداوة ورعاية الغنم والمواشي ورغبتهم عن مزاولة الزراعة، عرفوا اللحم أكثر من الخبز وقيدت عندهم كلمة اللحم السامية في المعنى المشهور. وإذ كان العبريون والارميون يزاولون بوجه عام الزراعة واستغلال الأرض كثرت عندهم الحبوب وفي مقدمتها الحنطة والشعير فقيد لفظ اللحم بمدلول الخبز. وحيث تزيد الزروع والمواشي يتضاعف مقدار اللحم والخبز فينجم عنه وفرة القوت. والأرض التي يتوفر فيها القوت هي الأرض المخصبة وهي التي يتردد إليها القوم ويفضلونها على غيرها فتطير شهرتها وتزيد خطورتها.

فمعنى (بيت لحم) ليس إذا بيت الخبز وحسب، بل معناه (أرض القوت) أو (الأرض المخصبة) وهذا كان واقع الحال قديما وحديثاً فإن أرض بيت لحم تفوق ما يجاورها من الأراضي خصباً وغلة وموقعاً ومجالاً. ومما يزيد في مبلغ هذا البرهان قوة هو إن بيت لحم مرادفاً يذكر في الكتاب المقدس عند ذكر اسمها وهو كلمة (أفراثة) وموادها في العبرية الخصبة وهذا نص الكتاب بحرفه: (وماتت راحيل ودفنت في طريق أفراثة وهي بيت لحم. ونصب يعقوب نصباً على قبرها وهو نصب قبر راحيل إلى اليوم) (سفر الخلق ٣٥: ١٩و٢٠).

الأب أ. س. مرمرجي الدمنكي

أحد أساتذة المعهد الكتابي والأثري الفرنسي في القدس

الشريف

لغة العرب: - الذي عندنا أن كلمة (لحم) بمعنى خبز انتقلت بصورة (لقم) العربية ولما كان الخبز يكثر في طعام جميع الناس سموا كل ما يدخل الفم (لقما) من باب التوسع، قال اللسان: لقمت الطعام ألقمته. . . واللقمة ما تهيئه للفم. اهـ. وأنت تعلم أن الطعام أكثر ما ورد معناه لما نسميه الحبوب، ولا سيما الحنطة. وهذا المعنى معروف إلى يومنا هذا في العراق. قال في لسان العرب: وأهل الحجاز (وعن بعضهم أخذ لسان العرب) إذا أطلقوا اللفظ بالطعام عنو به البر خاصة. وفي حديث أبي سعيد: كنا نخرج صدقة الفطر على عهد رسول الله (صلى الله عليه وسلم) صاعا من طعام أو صاعاً من شعير. قيل أراد به البر وقيل التمر وهو أشبه لأن البر كان عندهم قليلاً لا يتسع لإخراج زكاة الفطر. وقال الخليل. العالي في كلام العرب أن الطعام هو البر خاصة. أه.

وعلى كل حال فاللحم واللقم من باب واحد وإن أختلف الحرفان فاختلافهما من لغتهم فقد قالوا الفقي والحفي قرش وحرش، تبقر في العلم وتبحر. القفاوة والحفاوة. القابول والحابول. إلى غيرها.

<<  <  ج: ص:  >  >>