للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قوله تعالى (اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي) فرد الخليفة عليه السلام فقبل الأرض مراراً ثم شكر الخليفة سعيه فأكثر من تقبيل الأرض والدعاء فأسبلت الستارة وعدل بمظفر الدين إلى حجرة فخلع عليه فيها وقلد سيفين وقدم له فرس بمركب ذهباً ومشدة ورفع وراءه سنجقان مذهبان وخرج من الباب القائمي المعروف باب التمر بالمشرعة وبه كان قد دخل. وبقي في خدمته إلى حيث أنزل بدار شمس الدين بن سنقر.

ذكر فتح المستنصرية

سنة ٦٣١ (١٢٣٣م) في جمادي الآخرة تكامل بناء المدرسة المستنصرية التي أمر بإنشائها الخليفة المستنصر بالله - وكان الشروع فيها سنة خمس وعشرين وستمائة وأنفق عليها أموال كثيرة - فركب نصير الدين بن الناقد نائب الوزارة في يوم الاثنين خامس عشر جمادي الآخرة وقصد دار الخلافة واجتاز بها إلى دجلة ونزل في شبارة من باب البشرى

مصعداً إلى الدار المستجدة المجاورة لهذه المدرسة وصعد إليها وقبَّل عتبتها ودخلها وطاف بها ودعا لمالكها وكان معه أستاذ الدار مؤيد الدين أبو طالب محمد بن العلقمي وهو الذي تولى عمارتها ثم عاد متوجهاً إلى داره في الطريق التي جاء بها وخلع على أستاذ الدار وعلى أخيه أبي جعفر وعلى حاجبيه عبد الله بن جمهور وعلى المعمار والفراشين المرتبين في الدار المذكورة المستجدة وعلى مقدمي الصناع.

ونقل في هذا اليوم إلى المدرسة من الربعات الشريفة والكتب النفيسة المحتوية على العلوم الدينية والأدبية ما حمله مائة وستون حمالاً وجعلت في خزانة الكتب. وتقدم إلى الشيخ عبد العزيز شيخ رباط الحريم بالحضور بالمدرسة واثبات الكتب واعتبارها والي ولده العدل ضياء الدين أحمد الخازن بخزانة كتب الخليفة التي في داره أيضاً فحضر وأعتبرها ورتبها أحسن ترتيب مفصلاً

<<  <  ج: ص:  >  >>