للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

نتاج بلاد الشام وفي كل كلك رجلان أو ثلاثة أو أربعة هم أصحاب ذلك المركب. وإذا نظر المرء إلى البر رأى قوافل التجار آتية من بلاد الفنيقيين حاملة العاج وأواني الخزف والأصباغ والتحف والنفائس والأثواب (والأقمشة) الغالية الأثمان.

لم تنبسط نفس شميرام برؤية هذه المشاهد، ولمة ترمقها بنظرها إلا كرها أو استخفافا. ومهما حاولت والدتها ريماة أن تلهيها أو تطربها ازدادت انقباظاً وتأوهاً وتفكرا في شمشو. فعجزت والدتها عن إفراج الهم عنها فهمت راجعة بها إلى البيت. وإذا بجلبة عظيمة وأصوات وقع حوافر خيل وبغال وقعقعة دواليب عجلات وبمناد ينادي: أفسحوا الطريق لملك الملوك، لسيد الأقوام، لسلطان الاقاليم، قفوا تعظيماً وإجلالاً لملك الرقاب، للقابض على مقدرات الشعوب، لصديق الآلهة وحبيب الأرباب.

فكان الناس يخففون السير ويلجئون إلى إحدى زوايا الجادة أو الطرق المتشبعة منها والذي لا يقوون على أحد الآمرين كانوا يصطفون صفوفاً منظمة على جانبي الطريق أو يخرون سجداً إلى الأذقان. وكان الفلاحون يتركون حقولهم ويركضون لمشاهدة الموكب الملوكي.

مر الموكب بوقار وأبهة بين تهليل وتصدية الجمهور احتفاء بالملك الراجع من القنص والصيد رجوع منتصر ظافر بعد أن غاب عن عاصمته خمسة عشر يوماً لهذه الغاية وكان أعد العدد وهيأ الأسباب لهذه الحملة أو الرحلة إلى الفرات الأوسط.

جاءت طليعة الجيش الجرار وعقبها الملك جالساً في مركبه وفوق رأسه مظلة من نسيج مطرز بالأحمر والأزرق والسائق في الجانب الأيمن يقود الجياد ويمنعها العثار وهناك

خصيان في طرفي المركبة بأيدهما مذبات لطرد الذباب وكانت مركبات الأمراء تتلو مركبة الملك فمركبات الوزراء فرهط من الخيالة حاملين القنا، فالمشاة، فالكلابون (فمربو الكلاب)، فالخدم، فالبغال وهي حاملة الأثقال والمعدات والخيام والصيد. وكان بين غنائم الصيد ثلاثة أسود وعدد من الغزلان وبعض الدببة وفرأ واحد ونعامة. وشيء كثير من الطيور كالحباري ومالك

<<  <  ج: ص:  >  >>