للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عصرون صحبته.

سنة ٦٤٤ (١٢٤٦ م) وفيها وقع الشروع في عمارة مسناة دار على شاطئ دجلة في بستان الصراة المنتقل إلى الخليفة من البهلوان ابن الأمير فلك الدين محمد بن سنقر وتولى العمل في ذلك أستاذ الدار (محيي الدين يوسف بن الجوزي) فسأل في بعض الأيام المشاهر عن اسمه فقال: (خالد) فقال:

نظرت إلى الخلد الشريف بفكرتي ... فبشرني أن الخليفة خالد

إذ الاسم معناه الخلود حقيقة ... وأكده اسم المشاهر خالد

سنة ٦٤٥ (١٢٤٧ م) فيها احضر مدرسو المستنصرية إلى دار الوزير وتقدم إليهم أن لا يذكروا شيئا من تصانيفهم ولا يلزموا الفقهاء بحفظ شيء منها بل يذكروا كلام المشايخ تأدبا معهم وتبركا بهم وأجاب (جمال الدين عبد الرحمن بن الجوزي) مدرس الحنابلة بالسمع والطاعة. . .

سنة ٦٥٣ (١٢٥٥ م) ذكر ولاية (ابن الجوزي) أستاذ الدار. في تاسع ربيع الأول مضى صلاح الدين عمر بن جلدك إلى (محيي الدين يوسف بن الجوزي) وهو في منزله بباب الازج فاستدعاه فركب - وقد رفع الطرحة - إلى الدار المقبلة لباب الفردوس المرسومة بسكنى الأستاذ دارية وأجلسه في المنصب من غير أن يخلع عليه وشافهه بالولاية ودخل الناس إليه مهنئين له وركب من الغد في جمع عظيم إلى دار الوزير فجلس عند مؤيد الدين نائب الوزارة ساعة ثم عاد إلى داره.

وفيها رتب (جمال الدين عبد الرحمن الجوزي) مدرسا لطائفة الحنابلة بالمدرسة المستنصرية وخلع عليه وأعطي بغلة وتقدم إلى صاحب الديوان فخر الدين بن المخرمي وجميع أرباب المناصب بالحضور إلى المدرسة فحضروا ورتب (أخوه شرف الدين عبد الله) محتسبا عليه. وخلع عليه من غير أن يشهد عند القاضي. ولم يعلم أن محتسبا تولى غير شاهد سواه.

وقد نظم عز الدين أبو الحسن علي ابن إسامة العلوي قصيدة يهنئ بها أستاذ الدار مما تجدد لولديه. يقول فيها:

مولاي (محيي الدين) يا مولى به ... كل البرية في الحقيقة يقتدي

<<  <  ج: ص:  >  >>