للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وينسف كل معتقد وهل يمكننا أن نبقى بلا رأي ولا مذهب ريثما (ينكشف لنا من الحقائق ما يناقضه) ومن يقول لنا: أن ما تأتي به هو الحقيقة، وقد تلونت هذه الحقيقة في نظر العلماء والحكماء والفلاسفة على ممر الدهور؟

وكاتبه الأستاذ محمد خليل اظهر في مقالته (الأمير جم وقصته) من ضعف البصر في التاريخ ما يخجل طلبة المدارس. أفكان يصعب عليه أن يطالع في (معلمة الإسلام) التي يعنى بنشر مقالاتها علماء كبار راسخو القدم في تاريخ الشرق وإخباره، ليقف على الحقيقة وعلى وجه تصوير الحقائق وسردها؟ إلى متى إذن نرسف بقيودنا الوهمية ولا نضارع

علماء الغرب في تحقيق الوقائع وإيرادها على ما وقعت من غير أن نحشوها سما وتعصبا، رياء وخبثا، طعنا ولوما؟

هذا من جهة جوهر المقالات بوجه عام، وأما تعريب بعض الألفاظ الأجنبية وسبك العبارة العربية فيحتاجان إلى إصلاح كبير. فانك لا تطالع صفحة من تلك المقالات إلا تتعثر بما فيها من الغلط الكثير وخطأ الطبع المتكرر ووطء لسان العرب بالمنسم والخف.

على إننا نقول: أن لرأي الكاتب ورفاقه مستحسنين ومهوسين؛ ولا جرم انهم يصادفون من يزمر لهم ويطبل، لان التحرر من الأديان، ومكارم الأخلاق، وطيب الأدب، وحسن المعاملة، هي كلها من قبيل المواءمة (الموضة) في هذا العصر ولهذا لا نستغرب نجاح هذه المجلة عند قوم دون قوم.

٧٣ - دواني القطوف في تاريخ بني المعلوف

تأليف عيسى المعلوف، طبع في بعبدا (لبنان) سنة ١٩٠٨ في ٧٤٩ ص بقطع الثمن.

عنوان هذا الكتاب يوهم القارئ، لأنه يظن انه يطالع سفرا لا يفيد إلا أسرة المعلوف الكبرى المنتشرة في بلاد الله الواسعة، ولهذا لا يقتنيه؛ إلا أن الأمر على خلاف ما يتوهمه. أن هذا التأليف هو (كتاب تاريخي اجتماعي عمومي يحتوي على وصف الوقائع والعادات والأخلاق والشؤون العمرانية وأصول الأسر الشرقية وفروعها ومشاهيرها ومواطنها ومباحث علمية وجغرافية وإحصائية مذيل بخمسة فهارس) الأول - للمواد والفصول. والثاني - لأهم

<<  <  ج: ص:  >  >>