للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

الصنع تدل على ذوق عال وجمال رائع وكان خشل السواعد والاسورة على صور رؤوس اسود ومنها أعلى صور رؤوس حيوانات أخرى وفي أواسط بعض الاسورة نجوم وفي أواسط غيرها صور ورد منزلة فيها حجارة كريمة. وفي أذنيه قرطان ثمينان. وكان متقلدا سيفا وخنجرين ومتكئا على قوس وفي إحدى يديه سهمان وفي رجليه خفان نعلاهما من جلد يغشيهما من فوق غشاء يغطي العقب وطرفي القدم ويبقى عسيبها وأصابعها مكشوفة وفي هذا الغطاء سفائف تتصل بها ابازيم. والسفائف ملفوفة لفين على العسيب تشتبك في أعلى القدم وتلتف حول الإبهام ثم بينه وبين السبابة. وألوان الجلد تختلف في الخف. فالجلد الذي يغطي العقب احمر أما معظم الخف فاسود بحواشي حمراء والسفائف سوداء.

وكانت لحيته طويلة معفوة عفوا فنيا (أي مسرحة تسريحا فنيا) وقد نظمت اللآلئ في شعرها فأكسبت الوجه جلالا وهيبة. ويخيل إلى من يراها وهي على ذلك التنسيق العجيب إنها غير طبيعية بل من عمل مهرة الصناع في بابل.

فتقدم بموكبه الحافل إلى الهيكل. وعلى مركبته وفوق رأسه المظلة وحاشيته من الخصيان والأمراء والوزراء ووراء موكبه الجماهير الغفيرة من رعيته للاشتراك معه بشعائر الدين. فدخلوا هيكل (اسجيلا) المرصد للإله مردوخ وانضم إليهم الكهنة والكاهنات من كل الطبقات. وبين طبقات الكهنة (شنجو مخو) (أو راس الكهنة) و (الزمرو) أي (المزمرون) و (البشيشو) (المدهون بالزيت المقدس. و (الشئيلو) (مفسرو الأحلام) والمعزمون. و (الكالو (والللارو والنارو)) وهم (الموسيقيون) و (البارو) (العرافون) وغيرهم ومن طبقات الكاهنات التي تضاهي بعض وظائفهن وظائف الرجال المار ذكرهم وبينهن المنشدات لمراثي الندامة.

في هذا المهرجان العظيم تقدم الملك من تمثال الإله مردوخ بعد أن لبس قلادة مقدسة رمزية

قدمها إليه رئيس الكهنة وهي من قطع تمثل الشمس والقمر والكواكب، وعمرة مقرنة وقهوبة (أي خطافا ذا ثلاث شوكات) وبسط ذراعيه

<<  <  ج: ص:  >  >>