للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

العاثر عن طريق الإحالة - أن نقول: دعونا أيها الإخوان الأفاضل، بل أيها الإخوان الأفاضل، بل أيها السادة الجهابذة، من المقارنات ما بين المجددين أنفسهم، فلن يشق على القراء أن يطلعوا ويحكموا، وتذكروا أن هذا ليس موضوع الخلاف ما بيننا. وإنما الخلاف محصور في إنكم تريدون أن يبنى الأدب على التهليل والدجل والتحزب والتضليل والمناداة بألقاب توزعونها على الشعراء والأدباء المحافظين المغرورين محتكرين لهم تقريبا وسائل النشر، ونحن نريد أن يبنى الأدب على الإنتاج المفيد والإخلاص والغيرة المثمرة والنظرات الصائبة دون مراعاة جنس أو سن أو دين أو اسم، وان تحترم حرية النشر حتى يستفيد الأدب من وراء هذه الحرية.

فهل تصرون بعد هذا على أنكم أهل الإصابة وإننا نحن الواهمون المخطئون؟!

مصر الجديدة: جهيزة

التفاوت في اللون والامت

كتب إلينا أحد أدباء البصرة يقول: استحسنت وضع كلمة التفاوت (في اللون) للإفرنجية لكن للأوربيين معنى آخر معقود بناصية تلك اللفظة نفسها وهو: الاختلاف في الشيء الواحد. فيقولون مثلا: ولهم مثل هذا المعنى أي الاختلاف الدقيق في سير الأصوات والنغمات. فما اللفظ الموافق حينئذ؟

قلنا: كما أن الإفرنج استعملوا كلمتهم للدلالة على ما أشرتم إليه، كذلك يكون استعمالنا للفظة التي ذكرناها، فنتخذ التفاوت لجميع تلك المعاني. على انه كان للسلف لفظة أخرى تؤدي احسن التأدية لما تشيرون إليه وهي (الامت) (بفتح فسكون). قال في القاموس: الامت الاختلاف في الشيء. والجمع أمات (بالكسر) وأموت (بضمتين) وكذا قال صاحب لسان العرب وأصحاب سائر الدواوين اللغوية من أقدمين ومحدثين. وأما اللوين (مصغر اللون) فليس له أدنى صلة بالكلمة الإفرنجية التي يجري الكلام عليها. واللغويون الغربيون الذين نقلوا الألفاظ العربية إلى لغاتهم ذكروا الامت في لغتهم بلفظ يؤدي الحرف العربي وان لم يذكروه بالكلمة المعهودة التي أشرنا إليها، غير انهم أصابوا المرمى. وكذا ذكرها شمس الدين سامي إلا أنها وردت مصحفة بالنون أي ذكرت بصورة (أنات) والصواب (أمات).

<<  <  ج: ص:  >  >>