للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

آله وصحبه أجمعين وذلك في سنة اثنتين وثمانين ومائتين وألف. كتبه المذنب بكر صدقي عفى عنه) اهـ. فانظر الفرق بين النصين!!

ثم قال المؤلف: (وقد احدث إمام هذه الكتابة بعض الأبنية فبقيت خلفها والله المستعان) فأقول أنا أيضاً (والله المستعان على ما تصفون)! أن السطر المذكور بارز للعيان حيث يقبل حمالو المكوس ويدبرون ولعاب الشمس يسيل عليه طول النهار وليس إمام الجدار بناء بل فسحة تستطيع الخيل أن تخب فيها وقد رأيت بعيني في القهوة الضئيلة الملاصقة لدائرة المكوس كتابة قديمة تدل على إنها من أجزاء المدرسة ويقال أن في حوانيت باعة (الكاهي) آثار أخرى.

أفما كان جديرا بالمؤرخ العصري أن يدرج هذه النقاط ذات البال في تاريخه مع سهولة الوصول إلى محلها وتحقيقها؟!!

وإذا فتشنا عن الباعث على هذا التضارب وجدنا أن الله تعالى انعم على المؤلف (رح) بكثرة الكتب - كما انعم على المهذب (بالكسر) بكثرة الأسفار!!! وكانت الكتب إذ ذاك عزيزة المنال فكان المرحوم ينقل ويستنسخ دون تطبيق على الواقع وعلى ما يطرأ على الواقع كأن يجد في بعض الكتب العريقة في القدم أن الأمر الفلاني صفته كذا فينقله بعينه دون تنبيه إلى ما طرأ - ويأتي تلميذه (!) الأثري فيزيد في الطين بلة. ويضيف إلى القفة سلة، فإذا سمعت بكتاب له نشر في العصر الحاضر فلا تنتظرن منه إلا كتابا نشر في القرون الوسطى، ولكن أي كتاب!

فنحن نوجه سؤالنا إلى الأثري: إذا فرضنا أن مستشرقا سقط إليه هذا التأليف وكان عنده علم كامل بشأن المستنصرية وما طرأ على السطر المطل على دجلة أو قدرنا أن مستشرقا زار بلادنا ودار على هذه الإطلال مستنيرا بكتاب (مساجد بغداد) ورأى هذا التباين الفاحش فبماذا يحكم على الإمام يا ترى؟!!

محمود الملاح

كسوة الكعبة

أمر جلالة الملك ابن السعود بجلب نساجين من الهند لحياكة كسوة للكعبة وتعليم الحجازيين هذه الصناعة للاستغناء عن الغير.

<<  <  ج: ص:  >  >>