للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

العدد ٥٣ - بتاريخ: ٠١ - ١١ - ١٩٢٧

[الشعر العامي وأنواعه]

تمهيد

أثبتنا في إحدى المجلات المصرية، قبل نحو عشرين سنة، أن اللغة العالمية العامية توأمة اللغة الفصيحة. نشأتا معاً ولم تتخلف إحداهما عن الأخرى نكونا ولا نشوءاً فهما شقيقتان غير متفارقتين. بيد أن الفصحاء، لما دونوا كلام الأقدمين من نثر وشعر، لم يبالوا بما لم يكن معدودا من اللغة العالمية. خوفاً من أن يتسع الفتق عليهم: فأهملوا كل ما كان خارجاً عن موضوعهم. فدونوا أذن من شعر الأقدمين ونثرهم ما وافق لغتهم، وأهملوا ما خالفها وخالف ذوقهم.

على أن العوام ظلوا ينظمون في لسانهم غير ملتفتين إلى ما حرمه الفصحاء أو احلوه. وقد اختلفت أساليب النظم باختلاف البلاد والأقطار: وكذلك أسماء تلك المنظومات. والغالب في تلك القصائد إغفال أغلب أواخر الكلم والحركات، واستعمال ألفاظ تنكرها الخاصة. ولا تشمئز منها العامة. واقدم هذا النوع من النظم ما عرف بعد ذلك باسم (المواليا) (بياء في الأخر مشددة يليها ألف قائمة) ف (الزجل) (كسبب) ف (الكان كان) ف (القوما) (يضم القاف وإسكان

<<  <  ج: ص:  >  >>