للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ولا دونه إصابة وتحقيقا ونزاهة، وها ننشره للقراء، حرصا على وعدنا أن تعروه شائبة خلف. وان لم نزل مترددين في قبول عذر الأستاذ الملاح (!).

وقد آثر صاحب النقد أن يطوي التصريح باسمه. واليك ما أتحفنا به ذلك الفاضل:

(لغة العرب)

تالله لو كان الكتاب موضوعا في غير هذه الصناعة كالفيزياء! لما كلفت نفسي عناء انتقاده لان مذهبي التسامح في لغة تدوين الفنون بالنظر إلى وضع اللغة الراهن في مدارسنا.

لكن الكتاب موضوع لغاية تهذيب الملكة الإنشائية في التلاميذ وتدريب أقلامهم على الكتابة باللغة الفصحى وتنزيهها عما يصم محاسنها ويلوث ساحتها فتفاقم البلاء وتضاعفت المصيبة.

إن المؤلف مع تهجسة في مسالك التعبير واعتياده الدبيب الخفي إلى مقاصده بحيث يظن انه كان يعد كلماته عدا لم يسلم قلمه من استهواء الركاكة له ولا تعابيره من معرة التعقيد حتى كتابه ناشزا على الفصاحة التي هي من أخص مزايا لغتنا ولعل المؤلف لا توغر صدره كلمة أريد أن ارضي بها سلطان الحقيقة وهي: أني لعلي شبهة من إتقان اللغة العربية مع إتقان لما سماه الفيزياء (!) وعسى أن يكون إتقان علمين متباينين مما يؤيده علم النفس! إذ (ما جعل الله لرجل من قلبين في جوفه. . .) الآية

وتعريب كتاب في علم لا يدل على ضلاعة المعرب فيه.

وقبل أن تدور رحى الانتقاد دورتها احب أن اعجل للقارئ لهوة من الكتاب المنقود لتكون لما سأقوم به من النقد إذ لا أود أن استقل بميزان من عندي كيلا اتهم بالبخس أو التطفيف أي أريد أن أكيله بمكياله حتى إذا عاتب وندد قلت له قبانك. وهذه ارطالك. ولم ادخل في قضيتك ألا إصبعين أو ثلاثا للقبض على عذبة الميزان.

<<  <  ج: ص:  >  >>