للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فلينظر القارئ إلى ما قاله في ص ٥٢: (وعلى الطالب أن يتجنب مطالعة الكتب الركيكة مباينها والسخيفة معانيها فان سوء صنعتها وفساد سبكها مما يضعف ملكة الإنشاء ويفسد ذوق مطالعها والمعنى الحقير - كما يقول الجاحظ - يعشش في القلب ثم يبيض ثم يفرخ ثم يستفحل الفساد لان اللفظ الهجين الرديء اعلق باللسان وآلف للسمع واشد التحاما بالقلب).

فارجوا من المطالع أن يشد يده على هذا الإرشاد الثمين يصحبني في هذه السياحة الجميلة لأطلعه على ما في مطاوي هذا الكتاب من ناقضاته وهادماته إلى أساسه. وسأتخذ في نقدي هذا الخطة التي اتخذها الأستاذ الملاح في نقده (أعلام العراق) أي على هيئة مواد متسلسلة كيلا ينتشر البحث بيني وبين المؤلف ولتكون سبل النقد سالمة من الوعث. وهذا أوان الشروع في المطلوب:

١ - جهل لغة البلاد

لقد تحول أبو قيس من جنسيته السورية إلى الجنسية العراقية ولا نلومه على اتخاذه آهلين ولكن نلومه على تسرعه في الحكم وظنه انه بمجرد تجنسه بالعراقية يتم له للعراقي الصحيح من الخوض في لغة أهل العراق فكان من ذلك أن عزا إليهم إدخال (أل) على المضاف والمضاف إليه في نحو (اشتريت السبعة الأقلام) ص ١٤٠ وهو افتراء محض بل هم يدخلونها على المضاف فقط كالسوريين وما اكتفى بذلك حتى طرق بابا خطيرا من أبواب اللغة حيث قال ص١٤٤: (في العامية كثير من الكلمات الفصيحة فيجب استعمالها نحو حزر وزار وخمن) وما كنا لننازعه في رأيه لولا عطفه على ذلك قوله (وطمس أي غاص) مع أن الطمس هو ذهاب الأثر أو إذهابه يقال (طمست عينه) و (طمس عينه) وكل ذلك لا يفيد معنى الغوص وأي حاجة إلى هذا الاستهتار في أمر العربية؟ ومادتا الغوص

والغطس فاشتيان.

<<  <  ج: ص:  >  >>