للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أما سبب هذا الشقاق القائم بين ابن الدويش وبين ابن السعود فهو أن عشيرة المريخات (وهي فخذ من أفخاذ مطير) نفرت من زعيمها الدويش لخلاف طفيف وقع بينهما وبين زعيمها والمريخات كانت خاضعة له ومقيمة في الارطوية مقر إمارته. فلما سمع بالخلاف ابن السعود فرح به وحاول أن يوسعه ليستفيد منه فحقق أمنيته وكبر الخرق على الراتق وهو ابن الدويش حتى انه لم يتمكن من إيقافه في حالته. وفي الأخر طلب كبير (المريخات) إلى ابن السعود أن يسمح له ببناء بليده تصلح لسكني الفخذ فتهاجر إليها. فأذن له وأعانه بمبلغ كاف لتحقيق أمنيته ودله على ماء واقع في غربي الارطوية إلى الجنوب اسمه (جراب) وهو لا يبعد عنها سوى سير يوم واحد على ظهور الجمال. فشرع المريخي في بناء الموضع واقبل عليه أبناء فخذه، فأشفق الدويش من نتيجة هذا الأمر لأنه عليه القرية ويناله من ذلك الأمران وتنقسم مطير قسمين قسم مع ابن الدويش وقسم مع ابن السعود فيضرب هذا بالقسم المخالف القسم ويقضي على أحلام ابن الدويش وآماله. فهب من ساعته لإقناع (المريخات) بأن يرجعوا عن فكرتهم فلم يتوفق. فرجع إلى السيف وفيه تحقق المثل - وهو آخر الدواء الكي - فهدم ما شيد في (جراب) من الأبنية وساواها بالأرض ففر أهل البليدة إلى (الرياض) ليرفعوا أمرهم إلى تلك الأمام.

والآن انتهى الأمر إلى هنا. ولا بد من أن تنفجر الضغائن بين رجلي نجد العظيمين وتظهر النتائج.

٩ - اعتداء الأخوان على العراق والكويت

كان يظن أن الاعتداء الذي قام به الأخوان على العشائر العراقية (لغة العرب ٥: ٥٠٩) من أعمال فيصل الدويش؛ إلا أن جريدة (الأوقات البصرية) قد بلغها أن الهجوم كان بقيادة فيصل المذكور ومعه ولده عبد العزيز. وقد بلغ عدد القتلى من عشائر العراق - على ما يقال - نحو سبعين رجلا عدا ما سلبه الأخوان من أموال ومواش وجمال.

وشاع أن فيصل الدويش أعاد إلى نفر من عشيرة الضفير الذين كانوا نازلين مع عشيرتي (الزياد) و (البدور)

<<  <  ج: ص:  >  >>