للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عن الأوطان، ومكافحة الاستبداد والذب عن السفور، يكتبها باسم مستعار، فهو نصير المرأة في العراق يحذو حذو قاسم أمين

في مصر.

أني لما قرأت إمضاءه أحسست بقلبي يخفق. ما أرق عباراته وأجملها! يطلب إلي أن أنبئه بالصراحة التي هي من إيحاء الثقافة العصرية بما أحس به نحوه. ويؤكد أن حبه لي طاهر قد ملك فؤاده، فهو لا يتفكر إلاَّ بي، ويبسط أمنيته في أن تسهل الظروف أمر زواجه بي في القريب، إذا كنت أهواه كما هو يهواني، فنعيش معاً في ظل الحب الوارف سعيدين لا يفرق

بيننا إلاَّ الموت، وأن أوافيه الليلة إلى شاطئ دجلة لنمهد معاً أسباب القران.

أن أمنيتي يا سمير هي نفس أمنيتك، وغرامي بك أكثر من غرامك بي، فأنا أعاهد في غيابك نفسي أن لا أرضى لي غيرك بعلا، مهما حالت الحوادث، وسأوافيك الليلة إلى الشاطئ كما دعوت مستصحبة حاضنتي الأمنية (حبوبة) وأن كانت زيارتي هذه تثلم من سمعتي إذا بلغ خبرها سمع أولئك الأشرار الذين يرون سعادتهم في شقاء الآخرين.

المشهد الرابع

سمير وليلى على شاطئ دجلة في ليلة قمراء

سمير - كانت نفسي تطمئنني أنك يا ليلى تجيئيني، فقد وعدتني في كتابك المجيء؛ ولعلك لست واجدة علي لدعوتي إياك إلى هذا الشاطئ المنعزل، وأني لأرى انعزاله هذا أفضل ما

فيه، فنحن هنا في ذمة الهوى مخفيان عن أعين الرقباء، لا ترانا إلاَّ عين هذا القمر الذي

تفيض أنواره البيضاء جميلة وهو لا ينم علينا.

ليلى - كذبك الظن يا سمير، فأن لنا ثالثاً عدا القمر، ثالثاً من اللحم والدم، من البشر مثلنا. أنظر إلى ذلك الظل الصغير على بعد سبعين قدما فهو حاضنتي (حبوبة) وهي مثل هذا القمر الصامت لا تنم ولا تخون. وأعلم أنها تعرف كل ما هو بيننا من حب بريء وغرام صادق،

فلا يريبنك منها شيء.

سمير - أن من لا يريبك لا يريبني أنا أيضاً وأن غايتي يا ليلى من اجتماعنا هذا أن أقول لك أني لا أستطيع صبراً على حياتنا الانفرادية، وأني

<<  <  ج: ص:  >  >>