للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وسأرسل يا رجب أمي وأختي إلى زينب أم ليلى يخطبانها لي منها ويحذرانها من إدخال ذلك الشاب المارق بيتها وليس عليك يا ولدي غير أن تخالط سميراً فتقف على دخائله وتأتيني بالخبر اليقين، والله لا يضيع أجر المحسنين!

رجب - سمعاً وطاعة أيها السيد السند، وستعلم أني لك من المخلصين، وأرى أن يمنع سيدي قبل كل شيء بواسطة الوالي سميراً من دخول بيت زينب حتى لا تجسر على عقد الخطبة له في العاجل.

الشيخ - لا يعنيك هذا فهو واجبي وستسمع ما يكون فتقر عينك أيها الشاب الرشيد.

(ثم يقبل رجب يد الشيخ عبد الله ويخرج من حضرته).

الفصل الثاني - المشهد الأول -

صلوحة وعمشا في دار زينب

(تدخل أم الشيخ صلوحة وأخته عمشة دار زينب، فترحب هذه بهما، وتأخذ ليلى ملاءتهما وتأتي لهما بالقهوة، ثم تأخذ الفناجين الفارغة وتخرج ذاهبة إلى غرفتها الخاصة وتشير عمشا إلى أمها مفهمة إياها إعجابها بحسن ليلى الرائع)

صلوحة - أتيناك أيتها السيدة زينب خاطبتين ابنتك الجميلة ليلى لأبني الوحيد الشيخ عبد الله، ولا بد من أنك قد سمعت بمكانته عند الوالي فهو لا يقدم أحداً عليه ولا يرد له سؤالاً، شيخ ولا كالشيوخ فقد تواترت كراماته، ولم يراجعه ذو حاجة إلاَّ قضاها بولايته. وكم مرة شوهد حاجاً بيت الله الحرام، وهو لم يبرح بغداد! وكفاه فخراً أنه رئيس مجلس الأربعين الإبدال، أولئك الذين يديرون أمر العباد مجتمعين فوق جبل قاف، في كل ليلة جمعة، وسيكون لابنتك عنده الحظوة التي لم تحلم بها زوجة أحد، ثم المقام الأرفع في عليين من جنات الله يوم القيامة، وهو مالا يناله إلاَّ قليل من المؤمنين والمؤمنات!

ولا تفتكري في أزواجه، فقد طلق الكبرى قبل سنة، لإفطارها في

<<  <  ج: ص:  >  >>