للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

من زجر أهل محلة أبي حنيفة وكفهم عن الشر ثم أنهم اقتلوا بعد أيام وخرج بين الفريقين خلق كبير وقتل جماعة واستظهر أهل محلة أي حنيفة) والخضرين على (أهل الرصافة) وباتوا تلك الليلة واستعدوا للقتال وعزموا على إحراق محلة أبي حنيفة وعبر من أهل باب البصرة لمساعدة أهل الرصافة خلق كبير. . .)

ولا بأس من إيراد ما جاء في هذا المخطوط بهذا الشأن أيضاً غير مجتزئ بالنقاط الخاصة بالبحث لما فيه من الفائدة. وهذا قوله:

(وفي هذه السنة (٦٥٣) اتفقت أمور عجيبة وحوادث غريبة قد ذكرناها، منها: الغرق العام

الذي اخرب أكثر بغداد لا سيما دار الخليفة والدور الشطانية من الجانبين وانتقال الناس من دورهم وتضاعف أجرة المساكن الشعبية في أطراف البلد. وغلبت الأسعار وتعذرت الأقوات وغرقت نواحي دجيل ونهر عيسى ونهر ملك (نهر الملك) والأعمال الفراتية: عانة والحديثة وهيت والأنبار والحلة والكوفة وقوسان. وذهبت الزروع وتلفت الأشجار وتهدمت الجوامع والمساجد كجامع المنصور وهو أول جامع وضع ببغداد ورباط الزوزني المجاور له والقبة الخضراء و (جامع المهدي بالرصافة) ومشهد عبيد الله والرباط المنسوب إليه وجامع السلطان و (جامع القصر) ورباط دار الذهب بعقد المصطنع. وبعض مسجد قمرية بالجانب الغربي. وحائط رواق المدرسة النظامية وعدة مساجد. وقيل أن رجلا ثقة تصدى لإثبات ما تهدم من الدور في الجانبين كان مبلغها اثني عشر الفئات دار وثلاثمائة ونيفا وسبعين دارا.) أهـ

واخبرنا ابن بطوطة في رحلته وهو في بغداد في رجب سنة ٧٢٧ هـ (١٣٢٦ م) بقوله: (. . . وبقرب الرصافة قبر الإمام أبي حنيفة رضي الله عنه) أهـ.

وهذا كاف لبيان موضع الرصافة وجامعها ومن ثم لرد قول جريدة العرب ومجلة المرآة وكتاب مختصر تاريخ بغداد القديم والحديث. وسيجيء في سياق الكلام ما يؤيد هذه الحقيقة.

<<  <  ج: ص:  >  >>