للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقالت جريدة (العرب) والمرآة أيضا: لما احتل الجيش البريطاني دار السلام بغداد. . . أرسلوا لها (كذا) (أي إلى المنارة) عارفين من المهندسين ومشاهير المعمارين فكشفوا عليها. . . ثم باشروا في إصلاح خللها. . . وقد وجدوا كرسيها على الأساس الأول واخذوا يصلحون البدن كله. . . غير أن شرفتها فما فوق قد وهنت. . . حتى أشرفت على السقوط. . . فعسر إصلاحها على هذه الحالة فاقتضى فل ما وهن منه وأعادته كما كان بحجارته وأنقاضه. . .) اهـ

هذا ما أوقفتنا عليه الجريدة والمجلة المذكورتان أما ما نراه اليوم فهو أنهم رمموا قاعدتها نحو مترين فوق سطح الأرض ولا تزال المنارة باقية على حالها بغير إصلاح ويا ليت وزارة الأوقاف تهتم بترميمها من غير أن تهدم منها شيئا.

وشاهد الأستاذ المستشرق ماسنيون هذه المنارة وصورها في كتابه (بعثة العراق) وبحث عنها فقال أنه يظن أن تاريخ بنائها يتقدم على السنة ٦٣٣هـ (١٢٣٥م) التي جاءت في الكتاب التي نيبهر وذهب إلى أن بناءها يرتقي إلى قبل ذلك التاريخ نظر إلى طراز البناء والى أثر الكتابة الكوفية التي تمنطقها كما نراها وكما صورت هنا وفي بعض كتب الإفرنج التي ذكرناها.

أسماء الجامع وعمر المنارة

يستنتج من مقالتي أن الجامع الذي بحث عنه عدة أسماء وهي: جامع القصر ثم أطلق عليه اسمان معا وهما الأول المذكور والثاني جامع الخليفة. ثم عرف بجامع الخلفاء وبعد أن بني سليمان باشا قريبا من المنارة جامعا اشتهر أيضاً الجامع بجامع سوق الغزل. وإذا عدنا إلى كتاب الحوادث الجامعة وجدنا - والعهدة عليه - أن عمر المنارة اليوم ٦٦٩ سنة قمرية أي ٦٤٩سنة شمسية. وما بقي من عمرها عند علام الغيوب.

بغداد ٢٤ ت ١ سنة ١٩٢٧:

يعقوب نعوم سركيس

<<  <  ج: ص:  >  >>