للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

[منطق المنطق]

هذا بحث طريف لعلي لم اسبق إليه، وموضوعه المعاني التي اشتركت فيها الأمم على اختلاف بيئاتها. وتباين لهجاتها. فوضعت من دون تواطؤ بل يوحي الغريزة إزاء كل منها لفظا يدل عليه.

وهذا البحث لخطورته جدير بمن يطرقه، أن يكون ثابت القد في لغات مختلفة؛ غير أني طرقته وليس في حقيبتي سوى لغتين: العربية والتركية متوكئا في سيري على اللغة العامية التي تكاد تكون لغة قائمة بنفسها، مع شئ يسير لا يستحق الذكر من بعض اللغات المجاورة للغتنا دارا أو استعمالا.

ومع قلة بضاعتي في علم الألسن، بل فاقتي فيه، أقدمت على الكتابة في هذا الموضوع لأنه شاقني، وعسى أن يشوق غيري من لهم ولوع بمثله.

وسوف احرص على اتخاذ الحيطة والاكتفاء بالحد الأدنى دون إرخاء العنان نظرا لفقري الآنف الذكر. وأملي أن ينسج على منوالي - ليكمل مشروعي - من كانوا في اللغات أعلى كعبا، وأطول باعا. ليقوموا بإشباع الموضوع واتراع كأسه أذاهم استطرفوا ما خضت فيه.

وسيكون بحثي مشتملا على مباحث مختلفة منها عامة ومنها ما يتعلق بمفردات اللغة ومنها ما يتعلق بمواد الصرف والنحو ومنها ما يتعلق بعلم البلاغة.

وربما استطردت فأتيت بسوانح لطيفة لم تسخ النفس بإفلاتها بعد اقتناص شواردها. هذا وليعلم القارئ أني لا أستطيع من الآن تحديد الفصول التي سوف اكتب تحت ظلال عناوينها إذ لا أدري ماذا سيعن لي في هذه البيداء المترامية الأطراف، والشعاب الملتوية التي قدر لي سلوكها.

كما ينبغي أن يعلم أني لا اقطع بالإصابة في جميع ما ستجود به البراعة لأني قدمت بين يدي عذرا. وكيف اقطع بالإصابة؟ وأنا حديث الدخول إلى مجاهل لم تجل فيها يراعة كاتب.

لذلك أقول بكل صراحة أن جميع ما سأنشره من الفصول أن هي إلا مسودات

<<  <  ج: ص:  >  >>