للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يقل أبدا قطة الزباد بل سنور الزباد (راجع حياة الحيوان للدميري) ولم، ينطقوا في هذا المقام بالقط والقطة أبدا لان قولهم (القط) خاص بالحيوان الأليف الأهلي أما السنور فقد يقع على الوحشي أيضاً كما يؤخذ من نصوص الأئمة، وأنت تعلم أن الزباد أكثر ما يكون وحشيا وقليلا ما يكون أهلها. وهناك سبب آخر وهو أن اللفظة القليلة الأحرف تدل على معنى يقع على مداول صغيرة بخلاف اللفظة الكثيرة الأحرف فأنها على مداول أكبر ولما كان الزباد أكبر بقليل من القط من دعوة سنور الزباد قط الزباد.

أما معنى الرباحي على الحقيقة فهو ضرب من الكافور فاخر. ولا جرم أن الكلمة مصحفة لأننا لا نجد اليوم في كتب تقويم البلدان بلدا معروفا بهذا الاسم، ولهذا نظن أنه مصحف تصحيفا قديما وهو زباج (بزاي وباء موحدة تحتية وألف وجيم)، والكلمة على وزن سحاب، وهي لغة في زانج وتمال الألف فيهما فيقال زنيج وسيبج وينسب أليهما فيقال زينجي وسيبجي ومن ذلك الألف فيهما فيقال زيبج وسيبج وينسب إليهما فيقال زيبجي وسيبجي ومن ذلك السبابجة بباءين موحدتين أو السبائجة بهمزة قبل الجيم والصواب السيابجة وهم الذين سماهم صاحب البستان بالسابجة التي لم يذكرها أحد وإن كانت تجوز هذه التسمية الأخيرة المصلحة من غلطها على سبيل حذف ياء النسبة وقد وردت أمثلة في كلام علمائنا الأقدمين.

أما ما هي زانج. فالذي حققه علماء العصر من مستشرقين وغيرهم أنها جزيرة (جاوة) الحالية وكانت تطلق أيضاً هذه التسمية على ما جاورها أي على ما نسميها اليوم سومطرة وقد جاءت زابج وزباج وسابج وسباج بصور كثيرة مصحفة لا تعد وكلها في المخطوطات والمطبوعات وما ذلك إلا لغرابة اللفظة عن مألوف الألفاظ ولتناول القوام إياها من أدباء وجهلة فخطبوا وخلطوا والمشهور ما ذكرناه.

وعليه كان يجب على المؤلف أن يقول مثل هذا الكلام أو يقاربه: (الرباح كسحاب. . . تصحيف قبيح مرغوب عنه للزباد وهو دويبة كالسنور وتسمى أيضاً سنور الزباد و - بلد يجلب منه الكافور وهو تصحيف زباج الذي هو لغة في زانج وهي جزيرة تعرف اليوم

بجاوة وربما جاءت بمعنى سومطرة أيضا. وسمي رباحيا أيضاً نسبة إلى رباح خطأ وقد تحذف ياء النسبة كما قالوا في

<<  <  ج: ص:  >  >>