للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وقال بعضهم لم يأكل الشيخ حيدر الحشيشة طول عمره وإنما أهل خراسان نسبوها إليه لاشتهار أصحابه بها، وإن إظهارها كان قبل وجوده بزمان طويل وذلك أنه كان بالهند شيخ يسمى (بير رطن) وهو أول من ظهر لأهل الهند كلها ولم يكونوا يعرفونها قبل ذلك ثم شاع أمرها في بلاد الهند حتى ذاع خبرها ببلاد اليمن: ثم اتصل خبرها بأهل فارس ومنها إلى العراق والروم والشام ومصر قال: وكان بير رطن في زمان ألاكاسرة وأدرك الإسلام فاسلم فاخذ الناس من ذلك الوقت يستعملونها وقد نسب إظهارها إلى الهند علي بن الشاعر بقوله من قصيدة:

فقم فانف جيش الهم واكفف يدالعنا ... بهندية أمضى من البيض والسمر. . .

بهندية في أصل إظهار أكلها ... إلى الناس لا هندية اللون كالسمر

تزيل لهيب الهم عنا بأكلها ... وتهدي لنا الأفراح بالسر والجهر

قال: وأنا أقول أنه قديم معروف منذ أوجد الله تعالى الدنيا وقد كان على عهد اليونانيين والدليل على ذلك ما نقله الأطباء في كتبهم عن بقراط وجالينوس من مزاج هذا العقار وخواصه ومنافعه ومضاره.

وأنا أرى الحشيشة استعملت قبل الشخصية حيدر؛ استعملها (الحسن بن الصباح) وجعلها ستارا وسرا لطائفته الجهنمية المسماة (بالباطنية) وبها سموا (حشاشين)

والدراويش يستعملون الحشيشة في مجتمعاتهم سرا خوف الناس وقد سألت أحد الدراويش عن سبب استعماله الحشيشة مع أن فيها مادة مسكرة والمسكر حرام شرعا فقال: أنه يستعملها لأنها تزيل الهموم الرابضة في الصدر وإنها ليست حراما لان الله نص على تحريم الخمر في كتابه أما الحشيشة فحلال لأنه لم يأت نص يوجب تحريمها.

اجتماعاتهم

لا يجتمع الدراويش لذكر أو تلاوة دعاء أو ورد أو غير ذلك إلا في العشرة الأولى من المحرم فيعقدون مجالس خلال تلك الأيام للعزاء بعد أن يكونوا قد نصبوا خيمة كبيرة

واسعة في صحن المزارات المقدسة وهم يعلقون على الجدران المظللة بالخيمة فدائم وهراوات وطاسات وكشاكيل ويوقدون الشموع في كل ليلة من الليالي العشر الأولى من المحرم ويقرءون المآتم. وفي اليوم العاشر

<<  <  ج: ص:  >  >>