للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

يخرجون جماعة واحدة وقد نشروا شعورهم على أكتافهم وحملوا كشاكيلهم وأبواقهم وهم ينشدون نشيدا واحدا لا يتغير وهو (نادوا عليا عليا يا علي) وبين آونة وأخرى يخرج أحدهم قرنا ينفخ فيه فيتبعه الباقون فينفخون في القرون فتفزع النساء ويهرب الصبية.

أصول الاستجداء

وللدراويش أسلوب خاص بالاستجداء يتفننون فيه تفننا عجيبا ولهم طرق كثيرة منها: أن الدراويش يقف في الأسواق المحتشدة بالناس شعرا في مدح النبي وآله يمد يده إلى الناس ولا يطلب شيئا فيتصدق عليه المارون بدرهم أو فلس يرمونه في كشكوله فيدعو لهم بصوت خافت. ولأجل أن يلفت أنظار الجمهور إليه يصرخ بأعلى صوته (دوست علي مولا جان) أو (أمير المؤمنين أسد الله جانم).

ومنهم من ينشر شعره الطويل على كتفيه ويمشي في الأسواق منشدا شعر ويقدم خلال إنشاده له ريحانا إلى أصحاب الحوانيت فيرمون له في (كشكوله) بما يجودون به عليه. والذين لا يريدون أن يتصدقوا عليه يقولون له: (سبزشود) أي فليكن أخضر أو (بنجشيد) أي اعذرنا والكلمة (سبزشود) رمز خاص إلى الدرويش وهي هديته وهذه مأخوذة من بيت يحفظه كل درويش وهو:

بلك سبزي آست تحفة درويش ... جه كند بي نوا هين دارد

ومعناه: الورق الأخضر نحفة الدرويش ماذا يفعل المسكين. هذا كل ما عنده وإذا قال أحدهما للدرويش (خدا بدهد) (أي يعطيك الله) يتألم كثيرا لأنه يعتقد أن ليس لأحد شئ يملكه في الحياة والأموال مشاعة بين الناس وانه لا يطلب غير حقه.

ومنهم من لا يستظهر على قلبه شعرا فيقتصر على ترديد ألفاظ مثل: (يا أحد، ويا صمد، ويا قدير).

ومثل (بلغ العلى بكماله، كشف الدجى بجماله، حسنت جميع خصاله، صلوا عليه وآله).

<<  <  ج: ص:  >  >>