للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

الأوراق المذكورة مشتملة على بيان عزل (أخيك) منصور (باشا) وما فيها ذكر جنابك. وعلى الخصوص تاريخها مقدم على تاريخ شقة الرأي والأمان التي أرسلناها إليك مؤخرا. فيقضي أن لا يمر في خاطرك شئ من الوسواس ويلزم أن تعتمد على رأينا وأماننا الوثيق بلا اشتباه. وأجزم بأن جوابنا لا يتبدل ولا يتغير. عفا الله عما سلف.

وبهذه الدفعة قد سيرنا لك مع ملا خضر (كيفية الرأي والأمان) لأجل اطمئنان قلبك. فإذا صار ذلك مفهوم ينبغي أن تتوكل على الله تعالى وتجي إلى طرفنا. وأنت مأمون وما تشاهد من جانبنا سوى حسن الالتفات. تجي ظالما وتعود إلى محلك سالما. ولا حاجة فوق ذلك إلى طول الكلام هكذا يكون معلوم جنابك والسلام.

في ٢٩ شعبان ١٢٨٠ وفي ٢٧ كانون ثاني ١٢٧٩ (١٨٦٤م). (الخاتم:) محمد نامق).

ومن المعلوم أن العراقيين يطلقون كلمة الكفية على المنديل. وهذه الكفية التي ورد ذكرها هنا عندي مع الوثيقة وما تقدمها من رسائل نامق باشا التي كان قد بعث بها إلى ناصر (باشا) وفيها يستدعيه إلى بغداد ولم يكن قد صار شيخا بعد. وتلك الكفية هي نسيج دقيق من الكتان ولونها ابيض تشوبه سمرة لعتقها وزواياها مطرزة بالقصب فهي من النوع الذي كان يسمى جوزه (بتح الجيم المثلثة وسكون الواو وفتح الراء) وكان يرد من الأستانة. وكلمة جوره تركية معناها المنديل المطرز الأطراف. وكان هذا اللفظ مستعملا بين ظهرانينا وقد هجر اليوم إذ لا يؤتى منذ أمد بمثل هذه الكفافي من الأستانة لتدفق المنسوجات الأوربية علينا.

ولا يبعد أن تكون كفيتنا هذه الأخيرة من الكفافي الحاملة السلام والأمان في عراقنا المحبوب وإن كان عندنا العهد الأخير لتلك العادة دفينة بطون التاريخ.

بغداد: يعقوب نعوم سركيس

<<  <  ج: ص:  >  >>