للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وللبصرة ناحيتان الجنوب والشمال (فناحية الجنوب) علم للقرى التي ما بين البصرة والبحر الملح من الجانب الغربي وهي مشتملة على انهار كثيرة وعلى كل نهر قرية. فالنهر الأول مما يلي البصرة المناوي ثم الخورة فالسراجي فمهجران فحمدان فيوسفان فاليهودي فأبو الخصيب فالفياضي فالنوفلي فالزين فالمطوعات فالحنت فالشباني فالكيعرة وكثير غيرها مثل خريبط وأما (ناحية الشمال) مما يلي البصرة من الجهة الشمالية فهي علم لنواح كثيرة مثل الشرش، والرباط، ونهر معقل، (وهي التي يسميها اليوم بعضهم خطأ ماركيل) والهارثة، والدير ونهر عنتر وكثير غيرها.

وقد اشتهرت البصرة بمذهبها النحوي فإلى البصريين يرجع فخر هذا العلم والتأليف فيه إذ فيها ضبطت شوارده، ودونت قواعده.

ولمربد البصرة شهرة أدبية عالية لم تقل عن بقية أسواق العرب وكان يجتمع فيه الأدباء

والعلماء والشعراء فيتناشدون ويتفاخرون بالقصائد والخطب.

النجف: علي الشرقي

فرتني

(فرتني فرتنيان: إحداهما بمروالروذ والآخرة في أثينة من بلاد اليونان، وكل منهما قصر بديع في محل رفيع)، هذا ما كنا وجدناه في أحد الكتب الخطية التي كانت عندنا قبل الحرب، واتلف مع ما اتلف من خزانتنا الجليلة، ولسوء الحظ لم نقيد اسمه في ما نقلنا عنه من الموضوعات والمصطلحات.

قلنا: أما فرتني أو فرتنا مرو الروذ فقد ذكرها الطبري في تاريخه الشهير في ٢: ٥٩٤ و٥٩٦ و٦٩٦ و١١٤٥ وياقوت في معجمه في ٣: ٨٦٨ وكلاهما من طبع الإفرنج.

وأما فرتني أثينة فلم اعثر عليها إلا في كتاب واحد مطبوع لا يحضرني الآن اسمه وأظن أن الفرس في أيام عزهم تشبهوا كثيرا باليونانيين وبنوا أبنية تضارع آطامهم وقصورهم فسموها بأسماء يونانية من ذلك الطربال وطيسفون أي إلى غيرهما. ومعنى فرتني البكر العذراء والكلمة لقب المعبودة اثينة وهي اللات أو اللاة عند السلف. ومن الغريب أن أصل الكلمة اليونانية عربي هو (الفاتنة) فأقحموا الراء بين الألف والتاء وقالوا الفارتني أو الفرتني أرادوا بها البغي وسبب هذه التسمية يطول شرحه فاكتفينا بالإشارة إليه.

<<  <  ج: ص:  >  >>