للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

هذه هي الأفكار والمعتقدات التي كان يرددها المشيعون الأغرار إلا أن المفكرين منهم كانوا قد ارتقوا إلى تصور جنة تجري فيها الأنهار وتظللها الأشجار يدخل فيها الصالحون والصالحات وهي مثوى الآلهة في قمة (جبل العالم) لا بل أن الأبرار والفضلاء يستقبلهم الآلهة في جنتهم ويؤلهونهم. وبهذا الرجاء كان أبو حترآء يعزي نفسه ويتوقع رؤية ابنته في تلك الجنة على قمة (جبل العالم)!.

يوسف غنيمة

[أصل السدلى]

أو السدير.

في تاج العروس في مادة من س د ل: السدلى كزمكي، معرب، واصله بالفارسية سه دله كأنه ثلاثة بيوت كالحاري بكمين، كما في العباب واللسان. أهـ. فكتب الواقف على طبعه: قوله (كالحاري) كذا بخطه كاللسان فظهر من قوله هذا إنه لم يفهم كالحاري وصاحب (البستان) لم يذكر هذه الكلمة في معجمه ولا ندري السبب مع أن الذين نقل عنهم ذكروها وإن لم يشرحوها.

قلنا: معنى الحاري: الثوب المصنوع في الحيرة، وهي نسبة شاذة إلى الحيرة، المدينة المشهورة في العراق، وإما الكلمتان الفارسيتان فليستا (سه دله) بل (سه دير) ومعناهما البيوت الثلاثة فمعنى (سه) ثلاثة، ومعنى (دير) البيت المعقود عليه قبة أو جنبذة كما يقول بعض رزاة السلف نقلا عن الفرس المنقرضين، ولهذا نرى بعض الأقدمين عرب (السدلى) بصورة ثانية وهي (السدير). ومنه أسم القصر الذي بناه في الحيرة آل المنذر وكان فيه ثلاث قبب متداخلات وقد غلط صاحب التاج في مادة سدر إذ يقول إنه معرب عن (سه دره) أي ذو ثلاثة أبواب. والصواب ما أوردناه نقلا عن المحققين.

وفي فرصة أخرى، نذكر كيفية ذلك البناء الشهير.

<<  <  ج: ص:  >  >>