للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

كاتبا وخطيبا مشهورا، كما كان صحفيا معدودا في زمنه، ونقيبا للمحامين بمصر، وسياسيا معروفا، وشاعرا أدبيا، وكانت والدتي السيدة أمينة نجيب أديبة مطلعة شاعرة وكان خالي مصطفى بك نجيب شاعرا وكاتبا قديرا من أقران البارودي وإسماعيل صبري، ويشهد بمنزلته شوقي بك وخليل بك مطران وحافظ بك إبراهيم وتيمور باشا وغيرهم من كبار معاصريه، كما شهد أيضاً صديقاه مصطفى كامل باشا ومحمد فريد بك. وكما تشهد آثار يراعته رغم الكثير المفقود من نفحات أدبه فإلى هؤلاء أدين بتكويني الأدبي أولاً، وإن دنت بعد ذلك للبيئات الأدبية التي امتزجت بها بكثير من الفضل علي.

س - وما هذه البيئات الأدبية التي انتفعتم بها وتشيرون إليها؟

ج - هذه أولاً البيئة الصحفية التي كنت أجوس خلالها في طفولتي الأدبية، فكان لها أثر عظيم في نفسي لعله كان سابقا لأوانه فقد كان والدي يصدر صحيفة (الظاهر) اليومية المشهورة في عهدها وصحيفة (الإمام) الأسبوعية الأدبية وسواهما كما كان ينشر نخبة من

كتب الأدب القديمة (كثمار القلوب) للثعالبي وغيره فهيأ لي ذلك أسباب الاتصال بمشهوري الكتاب والشعراء سواء في دار عمله (حيث ترى الآن إدارة مجلتي (الزهراء) و (الفتح) أو خارجها. وأذكر بين محرري صحفه الأستاذ محمد كرد علي والشيخ عبد القادر المغربي والأستاذ أحمد رفعت والأستاذ محمد حسين كما أذكر بين نوابغ الشعراء شوقي بك والأستاذ أحمد محرم وخليل بك مطران على الأخص، ولمطران في نفسي منزلة وأثر عظيم طول هذا الزمن (٢٢ سنة) لم يزعزعه حادث ولا اغتراب ولا نضج ذهني وشاعريتي.

وثانيا البيئة الأدبية الإنكليزية التي عشت فيها عشر سنوات وكنت أحرر وأراسل في غضونها طائفة من الصحف الإنكليزية بين يومية وأسبوعية فيما يخص المسائل المصرية وشؤون الأدب العربي فضلا عن مراسلة الصحف المصرية (كالمؤيد) و (العلم) و (الشعب) و (الأهالي) وغيرها.

وثالثا البيئة العلمية الطبية التي وسعت مجال تأملاتي وأبحاثي وتعمقي الفكري.

<<  <  ج: ص:  >  >>