للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وهذا يذكرني بأبياتي عن (المجهر) حيث أخاطبه بقولي:

صحبتك عمرا في وفاء ومتعة ... فكنت لفني ملهما ولأفكاري

فكم من بيان لاح لي منك مرشدا ... وكم من معان قد وهبت وأسرار

ويذهل قوما أن يحبك شاعر ... وما عرفوا فني الدقيق وأشعاري

ففي كل مرأى لي سؤال ومبحث ... وللغيب نزاع الحنين وأوطاري

أرى فيك سر العيش والموت معلنا ... مرارا، وآلام الوجود بتكرار

ويا رب خيط عد جرثوم قوة ... تناولت منه الوحي والأمل الساري

وآخر قد عدوه بؤسا وشقوة ... دعاني إلى فحص التعاسة والعار

فمثلك أستاذ للبي وخاطري ... وأكبر فنان يخص بإكبار

ولست جمادا من نحاس ومجمع ... من العدسات الهاتكات لأستار

إذا قلت كان القول للعقل حجة ... ولولاك ما أعتز الطبيب ولا الداري

وان لم تبح حيرت فكرا منقبا ... وحينا بمحض الصمت تفصح عن واري

فيا قوم صفحا. . . لا تعيبوا الذي يرى ... وينظم ما يلقى بدائع للقاري!

وسيان جاءت من صخور كئيبة ... أو الطرب الزاهي بضاحك أزهار

وسيان من شلال نهر ممرد ... أو المجهر الهادي البخيل على الزاري

فذا عالم فيه الفنون مشاعة ... وما حيلتي إن كنت اعشق أسفاري

وأقرأ شتى من حقائق مثلما ... أصوغ من الآثار أروع آثاري؟!

وأظن أن هذه الأبيات التي تراها أمامك مطبوعة منذ زمن (وقدم لي كتابا نقديا لشعره وعنه أنقل) تغنيني عن زيادة الكلام والشرح. وتبرهن لك على أن

<<  <  ج: ص:  >  >>