للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

ومنها التمثيل الغنائي،

وأشير بصفة خاصة إلى العراق وسوريا، وأما في مصر ففرقة الأوبرا الوطنية العامة في الوقت الحاضر هي فرقة السيدة منيرة المهدية فقط. وهذا أمر يؤسف عليه لأننا في حاجة إلى أكثر من فرقة، وأذكر منذ شهور أني شافهت الآنسة أم كلثوم على أثر حفلة في نادي موظفي الحكومة بالإسكندرية عن حاجتنا إليها على المسرح الغنائي بدل (التخت) الذي لا اعتبره لائقا بها، ولا بغيرها من شهيرات مغنياتنا، ولكننا لا نزال حتى الآن محرومين هذه الأمنية. بيد أن للأوبرا مستقبلا مرجوا في مصر لأن الشعب المصري شعب طروب يحب الشعر والغناء، فيمكن استثمار نزعته هذه لتهذيبه عن طريق الفناء إذا قام الشعراء المؤلفون بواجبهم القومي.

س - وما نصيحتكم إلى من يحاولون التأليف الغنائي من الشعراء الناشئين؟

ج - لابد لمؤلف الأوبرا من اطلاع على الأدب المسرحي ومن ميل خاص إلى الشعر الغنائي، وقد أشرت إلى ذلك بإسهاب في مقال (الأوبرا والأدب المصري) المنشور في ذيل الأوبرا (إحسان) فلا حاجة بي للأثقال عليك بالشرح الطويل، ويكفي أن تطلع عليه ولاسيما إنه موضوع طريف في الأدب العربي.

س - تشجعني إجابتكم هذه على سؤالكم عن النقط التي تراعونها مراعاة خاصة في نظم قصصكم الغنائية، فهل تتفضلون بإجابتي؟

ج - أراعي أولاً اختيار موضوع تاريخي أو عصري أو خرافي يكون مناسبا في الوقت ذاته لتضمينه شيئا من الدعوة التهذيبية أو الوطنية أو العواطف الإنسانية. أراعي في نظمي التنويع واختيار الأوزان الغنائية والابتداع فيها عند الاقتضاء. وأراعي في الكلمات المنظومة انسجام مخارج الحروف وتناسبها وعصرية الألفاظ بقدر الطاقة بحيث لا تنبو عن الأسماع. وفي هذه الحدود اترك لنفسي الحرية في رسم الصور الشعرية والتعبير عما يستثار من عواطفي بكل ما أستطيع من قوة. ويسرني أن يرضى على الأخص مثل الملحن المصري الشهير الأستاذ الدكتور أحمد صبري عن خطتي هذه وإن يقدر آثارها. غير أني أرجو بمرور الزمن أن أوفق للتقدم المستمر في عملي هذا، وحسبي الآن وضعي أساس تأليف الأوبرات باللغة العربية ووضعي طائفة منها، وهذا مما يهون جهد

<<  <  ج: ص:  >  >>