للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

ومن شكلي ولباسي وطربوشي وظن إنني موظف أمرت بالبحث عنه فمسكته بيدي وعرفته باني مدير مدرسة، من خدمة العلم والأدب، ويلذ لي معاشرة الدراويش وصحبة الفقراء وإن صوته الرخيم وحفظه الشعر الكثير حبباه إليّ وأقسمت له وأغلظت له الإيمان مؤكدا له صدق ما أقول، فاطمأن وهدأ روعه فأخذته رأسا إلى بيتي.

ليلة ١٢ تشرين الثاني

ولما اختلط الظلام قام وتوضأ وصلى صلاة المغرب ثم تعشينا معا وبعد أن دخن عدة دخينات (سيكارات) اندفع يغني شعرا فارسيا دون أن أكلفه وكان غناؤه أوقع في قلبي من نغمات الأرغن ونقرات العود ولم أشأ أن أسأله في تلك الليلة عن سبب تفضيله هذه الحياة على حياة العمل لئلا يرتاب مني مرة أخرى فينقطع وأنا حريص عليه جد الحرص، ولما مضى هزيع من الليل ودعني وانصرف بعد أن نفحته ربية أخرى ورجوته أن يزورني تلطفا.

ليلة ١٣ تشرين الثاني

جاءني الدرويش في هذه الليلة وقد أكثر من تلاوة الشعر بنغمته الفارسية الرقيقة.

لم يزرني الدرويش في ليلة ١٤ و١٥ و١٦ من شهر تشرين الثاني.

١٧ تشرين الثاني

زارني الدرويش بي بروا في مدرستي، ففرحت به ورحبت به كثيرا وعاتبته طويلا على انقطاعه عني ثلاث ليال سويا فاعتذر مني وقال إنه لم يبرح (الخيمكاه) ثلاثة أيام إذ انتابته الحمى خلالها فتحادثنا طويلا في الشعر ونقلت في مذكرتي بضع مقطوعات شعرية ثم ودعني وانصرف ووعدني بأن يزورني في تلك الليلة.

ليلة ١٨تشرين الثاني

جاءني الدرويش وكان فرحا مبتهجا فاخبرني بأنه تشرف بزيارة قبر المجاهد الشهيد الحر بن حرب الرياحي راجلا ثم جلس مطمئنا وقال إنه سر كثيرا بزيارته كربلاء، وانه جذل بمعاشرتي، وبعد العشاء طفق يغني شعرا غراميا للشاعر حافظ الشيرازي، ولما أتم إنشاده سألته عن سبب تفضيله شعر حافظ على شعر غيره

<<  <  ج: ص:  >  >>