للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

على محياه.

سلام عليكم. (سبهكم) الله بالخير اغا جان ببخشيد ديشب خيلي بي ادبي كردم مارا ببخشيد خيلي دلتنك بوده ام.

سيدي، اعذرني قد أسأت الأدب ليلة أمس اعذرني فقد كنت حزينا متألما.

فهششت له وابتسمت بوجهه وقلت له: أني آسف لأني أنا الذي ذكرتك بتلك الذكريات المؤلمة، وجددت لك حزنك، وأنت معذور في بكائك لفقدانك زوجتك التي كانت عزيزة عليك، ثم فطرنا معا وخرجنا من البيت، فذهبت إلى مدرستي وفارقته في السوق وقد وعدني بالمجيء إلى بيتي، ولما خطوت بضع خطوات اندفع ينشد في السوق بهزيج أوقع في القلب من نغمة المزمار:

(جان علي جان علي جان، أي أمير المؤمنين أسد الله جانم).

ليلة ١٩ تشرين الثاني

جاءني بي بروا في الساعة الثانية ونصف عربية من الليل واعتذر إليّ مرة أخرى فقلت: إنما أنا يجب علي أن اعتذر إليك لأني أنا الذي أثرت آلامك وأحزانك، كلنا أيها المرشد العزيز نموت، ولا يبقى إلا وجه الله الكريم، وقد مات الأنبياء والأولياء والأحباء والأئمة والعلماء قبلنا فالموت نصيب الإنسان والمنية مورد كل حي.

فابتسم وقال: بلي قربان، خدا كفت، (كل نفس زائغة الموت) أي (كل نفس ذائقة الموت).

أني كنت ليلة أمس كالمجنون، فقد تذكرت والدي وأمي وزوجتي وبلدي شيراز ولهذا السبب أزعجتك كثيرا. وكانت المصيبة التي نزلت بي عظيمة جدا، وهي التي أخرجتني من أهلي ودفعتني إلى الدخول في طريقة الدراويش، فتغربت عن وطني أربعين عاما، قضيتها في التسول والتجول في إيران والهند والصين وسمى الاسم الأخير - حين ما حين - وبلخ وبخارى وهراة والغوغاس (كذا) والاسلامبول (كذا) والشام والبيروت (كذا) والمكة (كذا) ومدينة (كذا) وبقداد (كذا) وقد عانيت آلاما وأوجاعا وعذابات كالحبس والجلد والجوع

<<  <  ج: ص:  >  >>