للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

والبرد والحر، وقد صاحبت خلال هذه السنوات أناسا كانوا اخبث من الشياطين والأبالسة، وعاشرت السفلة من الدراويش السفهاء فأهانوني وسرقوا أشيائي وحسدوني لأني احفظ منهم شعرا وأعذب منهم صوتا وكان المؤمنون يتصدقون علي. وكثيرا ما كنت ارجع عند المغرب وكشكولي مملوء دراهم.

خيلي نياز داشتم - كان محصولي كثيرا.

أي لعنت خدا بأن روي كه بدتر از روي إبليس بود لعنت بآن ناغلا، آن نامر، بي مذهب بي دين بي حيا!

إلا لعنة الله على ذلك الوجه الذي كان ابشع من وجه إبليس! إلا لعنة الله على ذلك الزنيم النغل الذي لا مذهب له ولا دين ولا حياء!

ماتت زوجتي فحزنت عليها، ثم مرضت وأصابني هزال ونحول!

بيمار أفتاده أم بدرم خيلي اطبا آورددوا دادند خوب نشدم تب لازم داشتم.

وقعت مريضا وقد جاء أبي بالأطباء. وصفوا لي علاجا فلم اكسب صحتي وكانت معي حمى ملازمة.

وقد أشار بعض أصدقاء أبي عليه أن يعرضني على درويش كان ظاهره يدل على إنه كان زاهدا تقيا دينا، فجاء به والدي فكتب لي أدعية لتحرق تحت ثيابي، وكان موسم الربيع وقد طاب الوقت، ورق النسيم، وبرزت براعم الأشجار واخضرت الاغصان، وتفتحت أكمام الورد والأزهار، وتغنت البلابل، فكانت شيراز جنة تجري من تحتها الأنهار فرجع إليّ قليلا من نشاطي وكان ذلك الدرويش الملعون يأخذني في كل صبح ومساء إلى البساتين والجنات والى الأرباض المحيطة بشيراز فكنا نجلس إلى الجداول الصغيرة ونتفيأ ظلال الأشجار الخضراء وكان ذلك الدرويش ذكي القلب، لبقا فتيق اللسان، أريحي الطبع، رقيق الصوت؛ بارعا في إيراد النكات حافظا للشعر؛ إلا إنه كان خبيث الروح، خداعا مكارا، طماعا، لا ذمة له ولا ضمير ولا وفآء. وكان ينشدني شعرا في مدح أمير المؤمنين وال الرسول؛ وقد صحبته شهرين متتابعين حتى تعلقت به ولم يكن في وسعي أن أفارقه يوما واحدا.

وكان أبي لا يبخل عليه بتومان (من نقود إيران) في كل ثلاثة أيام ذلك

<<  <  ج: ص:  >  >>